============================================================
العيدروس أنه مكث أكثر من عشرة أعوام ولم يرقد ليلا ولا نهارا، وكما وقع لصاحب العيدروس سيدي سعد بن علي المذكور أنه مكث مدة من الأعوام ولم يرقد فيها ليلا ولا نهارا، وكما وقع لولد العيدروس سيدي القطب الشريف الأستاذ أبي بكر نفع الله به أته مكث أكثر من ثلاثين عاما لم يستغرق فيها قط في نومه قدر ثلاث ساعات ليلا ونهارا، ومثل ذلك كثير وقع لكثير من أولياء الله تعالى، ومن تتبع مظاته وجده فيها.
تنبيه متعلق بالطي: واعلم بأن المعين المذكور من الطي والتقلل لو أنه عين الفضيلة ما فات أحذا من الآنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولكان رسول الله يبلغ من ذلك أقصى غاياته، ولا شك أن لذلك فضيلة لا تنكر، ولكن مواهب الله لا تنحصر في ذلك، فقد يكون من يأكل كل يوم أفضل ممن يطوي أربعين يوما، وقد يكون من لا يكاشف بشيء من أنواع القدرة أفضل من يكاشف بها إذا كاشفه الله تعالى بصرف المعرفة، والقدرة أثر من المقام ومن أهل لقرب القادر لا يستغرب ولا يستكثر شيئا من القذرة، ويرى أن القذرة تتجل له من سجف أي باطن أجزاء عالم الحكمة. فافهم.
وإذا حصل منا نوع بسط في هذه التعليقة فيما يتعلق بالروح الحيواني وهو النفس، وفيما يتعلق بالقلب وهو النفس الناطقة عند الحكماء، فلنذكر ما قاله في الروح الإنسانية سيدنا الجد القطب الشريف الآستاذ شيخ بن عبد الله العيدروس(1) نفع الله بهم، وذلك في كتابه (حقائق التوحيد ورقائق (1) السيد الإمام الشيخ العارف بالله شيخ بن عبد الله بن شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس، ولد بتريم سنة 919ه ونشأ بها، وارتحل إلى اهند سنة 958ه فأقام فيها نحو 32 سنة، وترك عدذا من المؤلقات منها: "العقد النبوي والسر المصطفوي"، و"الفوز والبشرى"، وغيرهما.
وكانت وفاته في افند سنة 990ه بمدينة أحمد أباد باهند. الشلي: المشرع الروي 2: 119 122، العيدروس: النور السافر488 - 495، ابن العماد: شذرات الذهب 120
पृष्ठ 49