============================================================
وقد روي أن الشبلي (1) قال: شربت بالكأس التي شرب بها الحلاج (2) فصحوت وسكر الحلاج، فبلغ ذلك الحلاج فقال: لو شرب بالكاس التي
شربت بها لسكر كما سكرت، فبلغ الجنيد(3) أمرهما فقال: نقبل قول الصاحي على السكران، فرجح حال الشئلي على حال الحلاج.
ولذلك قالوا: أكثر الشطح يكون من سكر الحال وغلبة سلطان الحقيقة، فمن ثم من تم صحوه وخلص عن بقية السكر ونزلت في قلبه السكينة ستر الحقيقة بالعلم، ووقف على حد العبودية، فاعلم ذلك فإنه عزيز علمه، إذ تنكشف به الالتباسات التي لم تزل خفية على أكثر أرباب القلوب.
(1) هو أبو بكر (وقيل: دلف) بن جخدر الشبلي رضي الله عنه مكتوب على قبره جعفر بن يونس، أصله من خراسان، ومولده بسامراء سنة 47 اه اشتهر بالصلاح والتقوى، وصحب أبا القاسم الجنيد ومشايخ عصره وتفقه على مذهب الامام مالك وكتب الحديث، وله ديوان شعر مطبوع عاش 87 سنة ومات سنة 334ه ودفن بيغداد في مقبرة الخيزران وقبره فيها ظاهر يزار رضي الله عنه. الشعراني: الطبقات الكبرى 1 103- 15، الصفدي: الوافي بالوفيات 14: 25، الزركلي: الأعلام 2: 341.
(2) الحلاج هو: الحسين بن منصور الحلاج أبو مغيث، وهو من أهل بيضاء فارس ونشأ بواسط العراق، ثم انتقل إلى البصرة، يعد من كبار العياد واالزهاد، صحب الجنيد والنوري وعمرو بن عثمان المكي والفوطي وغيرهم، قتل في عهد المقتدر العباسي بعد أن كثرت عليه الوشايات، وكان مقتله ببغداد في ذي القعدة سنة 309ه- الصفدي: الوافي بالوفيات 13: 70- 75، الشعراني: الطبقات الكبرى 10701- 109، الزركلي: الأعلام 2: 260.
(3) هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز، لأنه كان يعمل الخز، وقيل: القواريري نسبة لعمل القوارير، أصل آبيه من نهاوند ومولده بالعراق ببغداد. وكان فقيها، وعذه العلماء شيخ مذهب التصوف لأنه ضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، وأفتى بحلقته وعمره حينتذ عشروك سنة، توفي سنة 297ه وقبره ببغداد. ابن خلكان: وفيات الأعيان 1: 373، الشعراني: الطبقات الكبرى 84:1 وسماه: سيد الطائفة، الزركي: الأعلام 2: 141.
पृष्ठ 23