فَقَالَ: فَقَامَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَحَنَّتِ الْخَشَبَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلا تَعْجَبُونَ لِحَنِينِ هَذِهِ الْخَشَبَةِ»، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَرَقُّوا مِنْ حَنِينِهَا حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ فَنَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى أَتَاهُمْ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ فَأَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِهَا فَدُفِنَتْ تَحْتَ مِنْبَرِهِ أَوْ جُعِلَتْ فِي السَّقْفِ.
وَرَوَاهُ أَبُوإِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ فَذَكَرَهُ
! ١٠ وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ خَبَّرَ عَنْ أَبِيهِ ﵁.
كَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ إِذَا خَطَبَ عَلَى خَشَبَةٍ ذَاتَ فُرْضَتَيْنِ كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا زَادَ النَّاسُ وَكَثُرُوا قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ كُنْتَ جَعَلْتَ مِنْبَرًا تُشْرِفُ لِلنَّاسِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُمْ قَدْ كَثُرُوا.
قَالَ: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ نَجَّارٌ وَاحِدٌ يُقَالُ لَهُ: مَيْمُونُ، قَالَتْ: فَنَعَتَ النَّجَّارُ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا الْخَانِقِينَ فَقَطَعْنَا مِنْهَا أَثْلَةً فَعَمِلَهَا، قَالَ: فَمَا هُوَ إِلا أَنْ قَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَتَكَلَّمَ فَقَدَتْهُ الْخَشَبَةُ فَخَارَتْ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ لَهَا خَنِينٌ، قَالَ: فَجَعَلَ الْعَبَّاسُ يَمُدُّ يَدَيْهِ كَنَحْوِ مَا أَرَى أَبَاهُ يَمُدُّ يَدَيْهِ لِيَحْكِيَ
1 / 379