255

कराइस बयान

عرائس البيان في حقائق القرآن

शैलियों

قال بعضهم : لا يتعظون بكريم مواعظه ، ويتبعون محاسن أوامره.

قال أبو عثمان المغربي : تدبرك في الخلق تدبر عبرة ، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة ، وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة ومكاشفة ، قال الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ) جزاك به على تلاوة خطابه ، ولولا ذلك لكلت الألسن عن تلاوته.

قال السري : أفهم الناس من فهم أسرار القرآن وتدبر فيه.

وقال سهل : تدبر القرآن تفهمه ، ولا يكون التدبر فيه إلا لمن عرف المقاصد فيه ، ونطق بمعنى الحق.

قوله تعالى : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) أعلم الحق سبحانه وتعالى أن المتكلفين برسوم العلم يظهرون من أنفسهم بالزي والمقالة الظاهرة أنهم بلغوا مقام الربانيين ، والذين هم مخاطبون من الله بأسرار القرآن ، المكاشفون بأنوار عجائبه ، ولطف حقائقه ، حين تعرضوا بالأرواح الربانية والأسرار القدوسية ، واستنباط جواهر الأسرار من بحار القرآن ، أي : لو تركوا التكلف ، وألقوا زمام الأمر إلى ملوك المعارف ، وهم أولو الأمر في الملك والملكوت لسمعوا منهم حقائق مفهوم الخطاب ، ولنجوا من مهالك آرائهم الباطلة.

قال ابن عطاء : لو أخذوا طريق السنة وطرق الأكابر في إرادتهم لأوصلهم ذلك إلى المقامات الجليلة من مقامات الإيمان التي هي محل الاستنباط وطرق المكاشفات.

قال الحسين : استنباط القرآن على مقدار تقوى العبد في ظاهره وباطنه وتمام معرفته ، وهو أجل مقامات الإيمان.

قال أبو سعيد الخراز : إن لله عبادا يدخل عليهم الخلل ، ولولا ذلك لفسدوا وتعطلوا ، وذلك أنهم بلغوا من العلم غاية صاروا إلى علم المجهول ، الذي لم ينصه كتاب ، ولا جاء به خبر ، لكن العقلاء العارفين يحتجبون له من الكتاب والسنة بحسن استنباطهم ومعرفتهم ، قال الله تعالى : ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) (1).

पृष्ठ 265