कराइस बयान
عرائس البيان في حقائق القرآن
शैलियों
قوله تعالى : ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) كل أمر من الله سبحانه جاء على مخالفة النفوس امتحانا واختبارا ، والنفس كارهة في العبودية ، فإذا ألزمت عليها حقوق الله بنعت المجاهدة والرياضة ، واستقامت في عبودية الله أول ما يطلع على قلبك أنوار جنان القرب والمشاهدة ، قال تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) [النازعات : 40] ، وفي أجواف ظلام المجاهدات للعارفين شموس المشاهدات وأقمار المكاشفات.
قيل في تفسير الخير هاهنا : الولد الصالح.
قيل : غيب عنك العواقب ؛ لئلا تسكن إلى المألوف ، ولا تنفر من مكروه.
قوله : ( يريد الله ليبين لكم ) أي : أن يصرح لكم ما أشكل على قلوبكم من علوم الغيبة وأحكام الإلهامية وحقائق الشرعية ليقتدي بكم المريدون ، ويستفيد منكم الصادقون.
قيل : أي أنه ليس إليكم من أموركم شيء.
وقال الأستاذ : أي يكاشفكم بأسراره ، ليظهر لكم ما أخفي على غيركم.
قوله تعالى : ( ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) (1) يعني : طرق معارف الأنبياء وكواشف الأصفياء وسبل مقاماتهم وحالاتهم ورياضتهم.
قيل : سنن الأنبياء والصديقين التفويض والتسليم والرضا بالمقدور ساء أم سر.
قوله تعالى : ( والله يريد أن يتوب عليكم ) إرادته قديمة ، وزلتنا محدثة ، ومراده تعالى من ذنبنا رجوعه إلينا بنعت استقباله علينا ، وهذا من كماله محبة عبادة في الأزل.
قال النصر آبادي : أراد لك التوبة فتاب عليك ، ولو أردته لنفسك لعلك كنت تحرم.
قوله تعالى : ( يريد الله أن يخفف عنكم ) أي : أن يخفف عنكم من ثقل أوزار المعصية إذا باشرتم أمره بمراده ، وإذا استقبل العبد إلى الله سبحانه في قبول أمره ثقلت عليه النفس ، فإذا صبر في العبودية رفع الله أثقال النفس عنه حتى صار مخففا في عبادته ، قال تعالى : ( وإنها
पृष्ठ 239