وعندما نتعلم لغة أجنبية أو حتى لغتنا نعرف أننا نقرأها بسهولة ولكنا نكتبها بصعوبة، فالقراءة هنا معرفة راكدة سلبية، والكتابة معرفة عاملة إيجابية.
فإذا قرأنا كتابا فلن تكون معرفتنا بالقدر الذي نعرفه به إذا عمدنا إلى تلخيصه مثلا، فلكي ندرس يجب أن نكتب الملخصات، وتفسير هذا سهل، فأنا حين أقرأ أستعمل عيني ولساني، ولكني حين أكتب أستعمل عيني ولساني ويدي، ثم حين أقرأ لا أبذل أي مجهود للاستذكار، ولكني حين أكتب أستذكر.
فالقاعدة السادسة للدرس هي أن أزيد الكتابة على القراءة.
والتشتت الذهني في الدرس أو العجز عن حصر الانتباه في بؤرة يعود إلى أسباب مختلفة، منها:
أننا شرعنا في الدرس وبين يدينا موضوع لم يتم، كأن يحدث أننا نوينا كتابة خطاب ولم نكتبه أو نريد مقابلة لم نتمها، أو كنا نقرأ قصة ونشتاق إلى متابعة فصولها؛ أي إن في النفس كظما يحتاج إلى التفريج، ولكن يجب ألا نخلط هذا التشتت بالصدود الذي نحسه أحيانا في بداية الدرس؛ لأنه يكاد يكون عاديا في كل شخص، وعندما نشرع في الدرس يزول.
وأحيانا نحس تقلقلا على مقعدنا، وهو يدل على أننا نرغب في الحركة أو الرياضة؛ أي إنه قوة مدخرة كالحصان الذي يتقلقل في مربطه يريد العدو والانطلاق، وهذا التقلقل كظم، وهو كثير عند الشبان.
فالقاعدة السابعة للدرس أن نتخلص من الكظم المانع.
وما هي أحسن الوسائل للدرس؟ (1)
أن نجعل الدرس عادة في أوقات معينة حتى لا نعتمد على مجهود الإرادة ولكن على ميعاد الساعة. (2)
أحسن الأوقات للدرس هو الصباح؛ لأن القوة متوافرة، ولأن أحلام الليل قد خففت الكظوم المانعة بالأحلام حتى حين لا نذكر هذه الأحلام. (3)
अज्ञात पृष्ठ