64

कैन कैम्ड

عن عمد … اسمع تسمع‎

शैलियों

وليس المهم الآن أن ننعي أو نحاسب على ما فات.

المهم هو الوضع الصارخ الآن وكيف نعالجه.

لم أر وزيرا أجمع الناس على ذكره بالخير مثل الدكتور مصطفى كمال حلمي المسئول الأول الآن عن التعليم بكافة مراحله ومستوياته.

ولكن ليت المشكلة هي مشكلة وزير عبقري أو وزير عادي، المشكلة أكبر من أي وزير، بل أكاد أقول أكبر من أي مجلس وزراء بأسره.

إن أثمن ما في مصر هو الإنسان في مصر. وصحيح أن أثمن شيء في مصر «الإنسان» قد أصبح أرخص شيء في مصر من ناحية سعره «وتصوروا مثلا أنني حسبتها فوجدت أن شقتي - نظرا لموقعها - لو أجرتها مفروشة لكان دخلها خمسة أضعاف مرتبي في الأهرام!» فما بالك بموظف عادي أو عامل عادي؟!

الأزمة التي تجتازها مصر أزمة خطيرة، بل تكاد تكون أخطر الأزمات؛ إذ هي ليست أزمة حرب أو سلام، وليست أزمة اختناقات اقتصادية أو اجتماعية، إنها أزمة الإنسان المصري.

وثلاثة أرباع أزمة الإنسان المصري هي غرقه الخانق في مشاكله الخاصة، وسوء توظيف طاقته الإنتاجية، وتعليمه قسرا ووضعه في وظيفته قسرا. لا أحد يختار مساره، لا أحد يختار وظيفته أو حرفته، إنما هي أشياء تحدث لنا ولا خيار لنا فيها، وهكذا فما دام الإنسان قد فقد سيطرته على مصيره، كيف تطلب منه أن ينتج؟ كيف ينتج شيئا لا يريده؟ أو يصنع أعمالا لا أهمية لها بالمرة عنده؟ المسألة إذن خطيرة وليست مسألة تعليم وتعلم، إنها في الحقيقة مسألة أن يكون الإنسان المصري أو لا يكون. إنها أخطر مشاكل مصر على الإطلاق في رأيي وليس علاجها أبدا لجانا تنعقد في المجالس القومية المتخصصة.

إنها في حاجة إلى أن نعقد من أجلها مؤتمرا يضم خلاصة العقول في مصر، ولا أقول خلاصة الأساتذة في المدارس والجامعات، ولكن أؤكد مرة أخرى على خلاصة العقول في مصر وفي كل المجالات لدراسة أولا: إلى أين نحن ذاهبون بالإنسان المصري؟ أو إلى أين يذهب بنا هذا الذي أصبح عليه الإنسان المصري؟

ولأن الثقافة والمستويات الثقافية - سواء في حدها الأقصى أو في حدها الأدنى - هي القلب الذي تنبض به أي سياسة للتعليم وأي الاتجاهات ومدى الأعماق التي ينبغي أن تصل إليها.

الثقافة التي - للأسف - عادتها عناصر كثيرة من عناصر الثورة حتى اعتبر المثقف المصري ذات يوم وكأنه عميل للفكر الأجنبي، وبالتالي لدولة أجنبية. والتي كان من نتيجتها الوصول إلى درجة الخزعبلات حتى في فهم ديننا العظيم الحنيف.

अज्ञात पृष्ठ