कम्मर इब्न यासिर

मुहम्मद जवाद फकीह d. 1450 AH
75

تجمعهم وحدة الهدف ووحدة المصير في ظل الإسلام والإيمان.

وحين ولي الخلافة أبو بكر حانت الفرصة لكثير ممن أسلموا رغبة أو رهبة أن يستخدموا أسلوب « أثارة العصبيات » لإلقاح الفتنة بين المسلمين وإيقاع السيف فيما بينهم وتفكيكهم وتشتيت كلمتهم لتتسنى لهم العودة إلى أمجاد الماضي.

ولقد كان لإثارة العصبيات دور كبير في حركات الردة ، ونذكر هنا على سبيل المثال ما قاله طلحة النمري لمسيلمة الكذاب وهو من أنصاره قال :

« أشهد أنك الكاذب ، وأن محمدا صادق! ولكن كذاب ربيعه أحب إلينا من صادق مضر!! » (1).

ولم يفت أبا سفيان أن يستعمل هذا الأسلوب إبان خلافة أبي بكر ، فقد أقبل إلى علي ، وهو يقول : « إني لأرى عجاجة » لا يطفئها إلا الدم! يا آل عبد مناف ؛ فيم يلي ابو بكر من أموركم؟ أين المستضعفان؟ أين الأذلان علي والعباس؟ ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش؟!

ثم قال لعلي : أبسط يدك لأبايعك ، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا ، فأبى علي (ع). فتمثل أبو سفيان بشعر المتلمس :

ولن يقيم على خسف يراد به

إلا الأذلان عير الحي والوتد

فزجره علي (ع) وقال : والله إنك ما أردت بهذا إلا الفتنة ، وإنك والله طلما بغيت للإسلام شرا ، لا حاجة لنا في نصيحتك (2).

ولقد كان هذا الرد طبيعيا من أخي النبي (ص) ووصيه ووزيره (3) رغم

पृष्ठ 76