وجاء أبو أيوب فوقف بين يدي علي (ع)، فقال له : أنت والله كما قال :
وعلمنا الضرب آباؤنا
ونحن نعلم أيضا بنينا
« قتل حريث مولى معاوية »
وكان فارس معاوية الذي يعده لكل مبارز ولكل عظيم ، وهو حريث مولاه ، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به ، فإذا قاتل قال الناس : ذاك معاوية. وإن معاوية دعاه ، فقال له : يا حريث اتق عليا ، وضع رمحك حيث شئت ، فأتاه عمرو بن العاص فقال : يا حريث ، إنك والله لو كنت قرشيا لأحب لك معاوية أن تقتل عليا ، ولكن كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فاقتحم.
وخرج علي (ع) في هذا اليوم أمام الخيل ، فحمل عليه حريث ، وكان حريث شديدا ، أيدا ، ذا بأس لا يرام ، فصاح : يا علي ، هل لك في المبارزة؟ فأقدم أبا حسن إن شئت!!
فأقبل علي (ع) وهو يقول :
أنا علي وابن عبد المطلب
نحن لعمر والله أولى بالكتب
نحن نصرناه على كل العرب
ثم خالطه فما أمهله أن ضربه ضربة واحدة ، فقطعه نصفين.
فجزع معاوية على حريث جزعا شديدا ، وعاتب عمرا في إغرائه بعلي (ع)، وقال في ذلك شعرا :
حريث ألم تعلم وجهلك ضائر
بأن عليا للفوارس قاهر
पृष्ठ 207