185

कम्मर इब्न यासिर

शैलियों

ومتى كنتم يا معاوية ساسة للرعية ، أو ولاة لأمر هذه الأمة بغير قدم حسن ، ولا شرف سابق على قومكم ، فشمر لما قد نزل بك ، ولا تمكن الشيطان من بغيته فيك ، مع أني أعرف أن الله ورسوله صادقان ، فنعوذ بالله من لزوم سابق الشقاء ، وإلا تفعل أعلمك ما أغفلك من نفسك ، فإنك مترف قد أخذ منك الشيطان مأخذه ، فجرى منك مجرى الدم في العروق ، وإعلم أن هذا الأمر لو كان الى الناس أو بأيديهم لحسدونا وأمتنوا به علينا ، ولكنه قضاء ممن أمتن به علينا على لسان نبيه الصادق المصدق ، لا أفلح من شك بعد العرفان والبينة.

اللهم أحكم بيننا وبين عدونا بالحق وأنت خير الحاكمين ».

وكتب (ع) إلى عمرو بن العاص كتابا يعظه فيه ويحذره أمر الدنيا ، ويقول فيه أخيرا « والسعيد من وعظ بغيره ، فلا تحبط أجرك أبا عبد الله ، ولا تجارين معاوية في باطله فإن معاوية غمص الناس ، وسفه الحق ، والسلام ».

وأرسل إلى قادة العرب وزعماءهم في الأمصار يستنهضهم للقتال ، فأجابه منهم خلق كثير ، وقد اقتصرنا على هذا القدر تحاشيا عن الإطالة.

كتاب محمد بن أبي بكر (رض) إلى معاوية

ولمحمد بن أبي بكر قدم سبق في الإسلام ولدى أمير المؤمنين علي (ع) مكانة خاصة ، وتشهد له على ذلك مواقفه في حرب الجمل كما قدمنا ، ومواقفه قبل وبعد صفين ، وقد كتب إلى معاوية كتابا بمثابة إقرار واعتراف من الصادق الصدوق بفضل الإمام علي (ع) على بقية أصحاب الرسول (ص)، كما أن فيه تبكيت وتأنيب لمعاوية على موقفه من الإمام علي (ع) وبغيه وطلبه ما ليس له ، ونحن نذكره كما جاء في رواية نصر :

بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد بن أبي بكر إلى الغاوي بن صخر ، سلام على أهل طاعة الله من هو مسلم لأهل ولاية الله ، أما بعد :

पृष्ठ 186