قالت فاني: «يبدو لي أنك في نشوة من سرور.»
وأجابت قائلة: «نعم إني جد مسرورة.» وزرت ثيابها ثم قالت: «لقد تحدث إلي برنارد بالتلفون منذ نصف ساعة.» وزرت زرين وبرز ساقاها من سروالها القصير، ثم قالت: «إن لديه موعدا لم يكن يتوقعه.» وزرت زرا آخر «وسألني إن كنت أستطيع أن أصحب الهمجي إلى دار الصور المحسة هذا المساء، فلا بد أن أطير.» وهرولت نحو الحمام.
وقالت فاني محدثة نفسها، وهي تراقب ليننا في ذهابها: «إنها فتاة محظوظة!»
ولم يكن في تعقيبها شيء من الحسد، وإنما كانت فاني - وهي تلك الفتاة الطيبة - تقرر حقيقة واقعة. أجل لقد كانت ليننا سعيدة الحظ، كانت سعيدة؛ لأنها ساهمت مع برنارد بنصيب وافر في شهرة الهمجي الواسعة، وكانت سعيدة لأنها اشتركت بشخصها الضعيف، في إشادة المجد الرفيع الطريف، الذي ساد في ذلك الحين، ألم تطلب إليها سكرتيرة جمعية الشابات الفورديات أن تلقي محاضرة في مغامراتها؟ ألم تدع إلى حفلة العشاء السنوية في نادي أفروديت؟ ألم تظهر في الجريدة الإخبارية في دار الصور الغنائية المحسة؟ لقد ظهرت لملايين لا تحصى من البشر فوق هذا الكوكب، فرأوها وسمعوها وأحسوها.
ولم يكن ما أبداه الأفراد البارزون نحوها من اهتمام بأقل من ذلك دهانا، فقد دعاها إلى العشاء وإلى الإفطار السكرتير الثاني لمراقب العالم المقيم، وقضت عطلة نهاية الأسبوع مرة مع كبير قضاة الدولة، وعطلة أخرى مثلها مع كبير منشدي كنتربري، ولم يفتر عن التكلم معها بالتليفون مدير شركة الإفرازات الداخلية والخارجية، وقد زارت دوفيل مع نائب مدير بنك أوروبا.
واعترفت لفاني بقولها: «حقا إنها لحياة عجيبة، غير أني لا أخلو من الشعور بأني أظفر بهذه الخطوة على دعوى باطلة؛ لأن أول ما يريدون العلم به هو - بالطبع - نوع الشعور الذي يحس به المرء إذا بادله العشق أحد المتوحشين، ولا بد لي أن أقول لهم: إني لا أدري.» وهزت رأسها ثم قالت: «وأكثرهم لا يصدقني بطبيعة الحال، ولكني صادقة وكم وددت لو لم أكن.» ثم تنهدت آسفة وقالت: «إنه جميل للغاية، ألست تظنين ذلك؟»
وسألتها فاني قائلة: «ولكن ألا يحبك؟» - «أظن أحيانا أنه يحبني، وأحيانا أخرى أظن أنه لا يحبني، إنه دائما يبذل ما وسعه من جهد ليتجنبني، فيخرج من الغرفة إذا دخلتها ولا يمسني، بل ولا ينظر إلي، ولكني أحيانا عندما ألتفت فجأة أراه محدقا في، ثم ... أنت بالطبع تعرفين كيف يكون مظهر الرجل إذا أحب المرأة.»
نعم كانت فاني تعرف ذلك.
وقالت ليننا: «لست أدرك الحقيقة.»
إنها لم تدرك الحقيقة، ولم تكن متحيزة فحسب، بل لقد كانت مضطربة كذلك. - «لأني أنا أحبه يا فاني.»
अज्ञात पृष्ठ