وما برح طنين الآلات الخافت ودويها يتردد في الجو القرمزي داخل مخزن الأجنة، والرجال الذين يتناوبون العمل يروحون جيئة وذهابا. هذا وجه يعاني السل الجلدي يخلي السبيل لوجه آخر، والحمالون يزحفون قدما بأنوف شامخة وبغير انقطاع، يحملون رجال المستقبل ونساءه.
وسارت ليننا كراون مسرعة نحو الباب.
كان ذلك الرجل صاحب السيادة مصطفى مند! وكادت أعين الطلبة أن تخرج من رءوسهم تحية له، ذلك هو مصطفى مند المراقب المقيم بغرب أوروبا، وهو أحد مراقبي العالم العشرة، وقد جلس مع المدير على المقعد، وسوف يمكث معهم ويتحدث إليهم فعلا، فيدونون مذكراتهم رأسا من فيه، أي رأسا من فم فورد نفسه.
وبرز من الغابة المجاورة طفلان في لون برغوث البحر البني، فحدقا فيهم لحظة بأعين واسعة دهشة، ثم عادا إلى لهوهما بين أوراق الأشجار.
وقال المراقب بصوته القوي العميق: «أحسب أنكم تذكرون جميعا قول فورد الجميل، الذي أوحى له به، وذلك أن التاريخ أكذوبة لذيذة.» وكرر هذه العبارة في بطء شديد.
ثم لوح بيده، وكأنه يزيل التراب بمذبة من الريش لا ترى، ذلك التراب هو ما يروى عنه هاربا
Harappa
وأور
Ur
في كلديا، وكأنه كذلك يبدد نسيج العنكبوت، وذلك النسيج هو ما يروى عن طيبة وبابل وكنسس
अज्ञात पृष्ठ