وقد كان لهذه المراكز أثر كبير على الجماعات الأصلية، بعضها التحم تماما بالمدن الجديدة والبعض الآخر ظل يعيش في ظلها فقط، ولأول مرة في الشمال الأقصى يصبح الاتجاه نحو البحر الشمالي حقيقة واقعة، خاصة في الصيف حين تتوافد السفن السوفيتية المختلفة الحجوم إلى ... ومنتجات الحضارة الصناعية. (2-2) السكان الأصليون
سكان شمال أوروآسيا يتكونون أساسا من المجموعات التي نسميها «الآسيويين القدماء»
أو «المغول القدماء»، وهم في مجموع تركيبهم الحضاري يتشابهون كثيرا مع أمريند شمال أمريكا الشمالية، وهذا التشابه راجع إلى أن المغول القدماء الذين سكنوا شمال آسيا منذ فترة طويلة قد عبروا مضيق بيرنج إلى أمريكا الشمالية، كما دلت الدراسات الأثنولوجية الحديثة على وجود هجرات أحدث زمنا عبر هذا المضيق تتمثل على طول الساحل الشمالي الغربي لأمريكا الشمالية.
ومصطلح «المغول القدماء» أو «الآسيويون القدماء» ما زال مصطلحا عموميا؛ لأن تحديده ليس واضحا، فهو يضم مجموعات مختلفة من الناس داخل هذا التصنيف، ولكن الاتفاق عام على أن هؤلاء الناس قد هاجروا إلى شمال آسيا منذ فترة طويلة، وتدل الدراسات الأركيولوجية على أن هذه الجماعات المختلفة قد وصلت إلى مواطنها الحالية في هجرة عامة حصلت حوالي نهاية القرن العاشر الميلادي، وأنهم كانوا يمارسون السماكة - صيد الأسماك، وأن حضارة هذه الجماعات قد تلت حضارة العصر الحجري الحديث مباشرة، ولكنهم سرعان ما انتقلوا إلى الصيد البري، وبنوا مساكن دائمة من الحجارة والأخشاب، وتتميز هذه المساكن بأن أرضيتها دائما تحت مستوى سطح الأرض بحيث لا ترتفع جدران المسكن كثيرا فوق سطح الأرض المجاورة، وفي وسط السقف توجد فتحة تسمح للدخان بالخروج كما أنها تستخدم مدخلا للبيت، وكل هذه الجماعات تمارس صناعة الفخار ببراعة كبيرة، ويمثل الكلب الحيوان المنزلي الوحيد.
وهم يلبسون جميعا أردية مصنوعة من فراء الحيوانات القطبية، لكنها مفتوحة فقط من الرقبة وتلبس وتخلع من أعلى، وهي بذلك تعطي تدفئة ممتازة، أما حذاء الثلج - زحافة قصيرة عريضة - المستخدم من قبلهم جميعا وخاصة في تجوالهم وراء الصيد، فيبدو كأنه جاءهم متأخرا نسبيا، وكذلك من الراجح أن انتقالهم إلى رعي الرنة جاء هو الآخر متأخرا - حوالي القرن الحادي عشر - نتيجة التأثر بجماعات التنجوس الذين زحفوا إلى أواسط سيبيريا والسامويد الذين زحفوا إلى الشمال الغربي، قادمين من مناطق سيبيريا الجنوبية.
ونتيجة لتوغل وتغلغل التجار الروس والصينيين منذ فترة طويلة دخل إلى المنطقة استعمال الأوعية والأواني المعدنية - جنبا إلى جنب مع الأوعية الفخارية، ويرى بعض الباحثين أن لجوء سكان شمال سيبيريا إلى الصيد البري لم يكن تطورا داخليا من أجل الحصول على مزيد من الغذاء، وإنما ارتبط بتجارة الفراء التي يحتاج إليها سكان المناطق الحضارية في كل من الصين وأوروبا والبحر المتوسط.
وسكان هذا النطاق القطبي يتكونون من المجموعات التالية انظر الخريطة رقم (3) .
المجموعة الشرقية (1)
الإسكيمو الموجودون في أقصى شرق سيبيريا على الساحل المواجه لألسكا ومنطقة رأس ديزينيف وجزر الألوشيان. (2)
الجلياكن أوتيفخن في منطقة مصب نهر آمور وساحل سخالين المواجه. (3)
अज्ञात पृष्ठ