अलेक्ज़ेंडर महान की दुनिया
عالم الإسكندر الأكبر
शैलियों
IX
إلى القطاعات التسعة التي تشتمل عليها قاعة المسرح، ويمثل القطاع 5 أوسطها. والمستطيل الموجود في وسط الأوركسترا حجر كان يقوم عليه المذبح ذات يوم. بإذن من صندوق الإيرادات الآثارية التابع لوزارة الثقافة اليونانية، أثينا.
كانت المعرفة الإغريقية أيضا تحظى باحترام؛ إذ خططت بيلا على هيئة شبكة متعامدة من الشوارع، وهو التخطيط المرتبط بالإغريقي هيبوداموس، وتضمنت المسارح - وإن كانت أقل حجما من النماذج الإغريقية - خصائص مماثلة للأبنية الإغريقية، وكان الرسام الإغريقي زيوكس ضيفا على الملك أرخيلاوس، وتوحي أشكال الرسومات التي وصلت إلينا في آيجي بالملامح التي تنسب إلى هذا الفنان الذي لم يكتب لأعماله الإغريقية البقاء، ومنها الظل والتجريب بالألوان وبالمنظور ومحاولة التعبير عن الانفعالات. كانت هناك أنواع أخرى من المعرفة يمثلها إغريق آخرون استقطبوا إلى خدمة الحكام، مثل يومينس الكاردي الذي عمل كمدير للسجلات المقدونية، ونيارخوس الكريتي العارف بالبحار. وظف هؤلاء، ويقينا استغلوا، لكن مهاراتهم كانت ضرورية لجهود من عملوا في خدمتهم. وهكذا ساهمت المهارات والأشخاص في تشكيل الحياة المقدونية، وسيكشف أحد الأمثلة البارزة عن درجة التفاعل التي تحققت خلال عهدي أمينتاس الثالث وابنه الثالث فيليب الثاني. (3) علاقة خاصة
سار خلفاء أرخيلاوس على خطاه في دعوة الزوار الإغريق المعروفين والنافعين إلى بيلا، فأوجد أمينتاس الثالث صلة دامت خلال معظم عهده وعهدي فيليب الثاني والإسكندر الثالث، عندما جلب نيقوماخوس وزوجته فايستس الأسطاغيرية إلى عاصمته. كانت أسطاغيرا، الواقعة شمال شرق خالكيذيكي، قد استعمرت أصلا في العصر العتيق على يد قوم من جزيرة أندروس قبالة ساحل أتيكا الجنوبي، وبمرور الوقت انضم إغريق من مناطق أخرى إلى هؤلاء المستوطنين الأصليين. وقد اجتذبها موقعها إلى تحالفات أكبر سبق أن ناقشناها (الحلف الديلوسي والحلف البيلوبونيزي والحلف الخالكيذيكي)، ومع التوسع المقدوني شرقا صارت هدفا للملوك الأرغيين.
يوصف نيقوماخوس بأنه طبيب الملك وصديقه في آن واحد؛ ومن ثم تفسر ممارسته الطب على ما يبدو رحيله إلى مقدونيا مع فايستس وابنهما الصغير أرسطو (المولود سنة 384). وتشير الروايات التاريخية إلى موت كلا الأبوين وأرسطو كان لا يزال طفلا صغيرا، فانتقل إلى وصاية قريب له يسمى بروكسينوس. وليس من الواضح ما إن كان أرسطو مكث في بيلا أم عاد إلى أسطاغيرا لدى موت أبويه. ثم رحل إلى أثينا في عامه الثامن عشر للدراسة في أكاديمية أفلاطون، ومكث فيها 20 سنة. وتكشف كتابات أرسطو اللاحقة تأثير الفكر الأفلاطوني، وجاء تأثير آخر من الخطيب إيسقراط، الذي رأيناه يلتمس من فيليب المساعدة على إحلال السلام في اليونان.
ويمكن تعليل قراره الرحيل عن أثينا سنة 348 / 347 بحدثين، أولهما موت أفلاطون وما تلاه من الاعتراف بابن أخته إسبوزيبوس خليفة له، وتصاعد المشاعر المناهضة للمقدونيين بعد استيلاء فيليب على أولينثوس، وكانت حليفا مهما لأثينا في شبه جزيرة خالكيذيكي. ومن الجائز تماما أن علاقات أرسطو السابقة بمدينة بيلا جعلت الانسحاب من أثينا خطوة منطقية، فأمضى السنوات الثلاث التالية في شمال غرب آسيا الصغرى؛ حيث كان زميل دراسته هيرمياس قد أنشأ مملكة صغيرة في شبه جزيرة ترواس أثناء الصراعات بين المرازبة الغربيين وشاه فارس. كان ثمة تلاميذ آخرون لأفلاطون يعيشون في أتارنيوس في الوقت نفسه وشكلوا دائرة صغيرة من المثقفين، وهو شيء سيتحول يوما بعد يوم إلى ممارسة يداوم عليها الحكام بعد موت الإسكندر الثالث. كانت العلاقات التي جمعت الفلاسفة بهيرمياس وثيقة على ما يبدو؛ إذ كان الحاكم منجذبا لآراء أفلاطون، ويمكن تصور تلاميذ أفلاطون وهم يسيرون على خطى معلمهم الذي كان يقدم المشورة لحاكم سرقوسة. وكانت هناك مودة شخصية في حالة أرسطو تتضح من زواج أرسطو ببثياس، ابنة أخت هيرمياس وابنته بالتبني.
شكل 4-4: تمثال حديث لأرسطو في موطنه أسطاغيرا. صورة بعدسة السيد تي فورينوس.
قال بعضهم، وتحديدا أنطون-هيرمان كراوست، إن صلة أرسطو بهيرمياس ارتبطت بدور أرسطو كعميل ومخبر لفيليب؛ إذ كانت مملكة هيرمياس الصغيرة تحتل مكانا استراتيجيا لشن اجتياح مقدوني للأقاليم الشمالية الغربية التابعة للإمبراطورية الفارسية. والحقيقة أن بيلا كانت تضم بين سكانها أرتبازوس، مرزبان فريجيا في الأناضول، الذي ثار على الشاه وهزم، فسكنها بداية من سنة 353 أو 352، وظل مع أسرته في مقدونيا لنحو عشر سنين.
لكن أرسطو رحل بعد ذلك بثلاث سنوات إلى ميتيلين في جزيرة ليسبوس، ربما داخل نطاق نفوذ هيرمياس، وارتبطت دراسات أرسطو في علم الأحياء بهذه الفترة من حياته. ثم رحل مجددا بعد سنتين عائدا إلى بيلا هذه المرة؛ إذ تقول الروايات التاريخية إن فيليب استدعاه لتعليم ابنه الإسكندر. ويروي بلوتارخس أن فيليب:
أرسل في طلب أرسطو، أشهر فلاسفة زمانه وأكثرهم علما ... كان أرسطو من أبناء أسطاغيرا، التي دمرها فيليب نفسه، ثم أعاد إسكانها ورد إليها جميع مواطنيها الذين استعبدوا أو نفوا من أرضهم ... وأعطى أرسطو وتلاميذه معبد حوريات الماء بالقرب من ميزا كمكان يدرسون فيه ويتحاورون ... وفي اعتقادي أن أرسطو هو الذي فعل أكثر من كل من سواه ليغرس في الإسكندر اهتمامه بفن الشفاء وبالفلسفة ... كان يعتبر الإلياذة دليلا لفن الحرب، واصطحب معه في حملاته نسخة منها مذيلة بشروح أرسطو. (الإسكندر، الكتابان السابع والثامن)
अज्ञात पृष्ठ