नाइल के किनारे: फिरौन के युग में
على ضفاف النيل: في عصر الفراعنة
शैलियों
واتخذ كل إقليم علما خاصا عليه رمز ذلك الإقليم، وعرف المصريون كيف يركبون النيل، وكانت سفنهم الشراعية تحمل رمز الإقليم أيضا.
وكثيرا ما كان سكان الأقاليم المتجاورة يتحاربون، فيتغلب إقليم على آخر فيضمه إليه، وأسفرت نتيجة تلك الحروب عن تكوين مملكتين عظيمتين؛ إحداهما في الشمال وكان رمزها حزمة من البردي، والأخرى في الجنوب وكان رمزها زهرة الزنبق.
الفصل الثاني
الدولة القديمة وعصر بناة الأهرام (3400ق.م-2160ق .م)
أول مملكة في العالم
وهنالك في مملكة الجنوب حوالي سنة 3400 قبل ميلاد المسيح، خطرت فكرة هائلة في رأس الجالس على العرش. زحف ذلك الملك من عاصمته طينة - على مقربة من جرجا الحالية - إلى الشمال، وما هي إلا مدة قصيرة حتى أخضع سكان الشمال، فلبس التاجين، ووحد الوجهين، وأصبح صوته مسموعا من جنادل أسوان إلى مصاب النيل، ذلك هو «مينا» رأس أسرات الفراعنة، ومؤسس أول مملكة أشرقت عليها شمس التاريخ، في وقت كان كل سكان الأرض فيه يعيشون هملا لا رابطة بينهم.
ولا تسل عما جره ذلك الاتحاد على مصر من خير؛ فقد تقدمت العلوم والفنون في المملكة الأولى في العالم، وترقت العمارة وكثر تشييد المقابر والهياكل، وانتظمت حركة التجارة والصناعة.
ولم تكن مثل تلك الحكومة - بما فيها من موظفين وجباة - تستطيع أن تستغني عن طريقة تضبط بها ميزانية الدولة ومقادير الضرائب، فاضطرتهم الحاجة إلى اختراع الكتابة، فكان المصريون أول قوم ورثوا العالم تلك النعمة الكبرى، التي حملها الفينيقيون بعد ذلك بآلاف السنين ونقلوها إلى كل الشعوب.
ولمس المصريون منافع الوحدة الوطنية بأيديهم، وكان هم خلفاء «مينا» من ملوك الأسرتين الأولى والثانية، هو تثبيت دعائمها والتمكين لها.
ولم يكن الناس حتى ذلك الوقت يعرفون البناء بالحجر، حتى جاء «زوسر» من ملوك الأسرة الثالثة، فأسس هرم سقارة المدرج، الذي يعتبر أقدم بناء من الحجر في العالم.
अज्ञात पृष्ठ