يا له مما يلاقي! ويا لشهددار!
وشاع في القصر ما كان من خبر طومان باي وبنت السلطان، وعرف كل مملوك في القصر وكل جارية أن جان سكر بنت السلطان هي منذ اليوم خطيبة طومان باي ... وعرف خشقدم الرومي عتيق السلطان.
وذاع الخبر حتى بلغ شهددار، فأوت إلى مقصورتها تبكي في صمت، ويئست بعد أمل، فأسلمها اليأس إلى الهم، فأسلمها الهم إلى فراش الضنى ... وما كان لشهددار أن تسترسل في أحلامها بعد ما كان؛ فإن طومان باي منذ اليوم صهر السلطان، وما كان له أن يروع بنت السلطان بضرة، وأن تكون هذه الضرة هي بنت أقبردي الدوادار ...
وقال خوند مصرباي لصديقها خاير بك: لقد كنت أتوقع أن يكون مثل هذا، ولكن من يدري! فقد يجمع الله الشتيتين ...
فزفر خاير بك زفرة عميقة وهو يقول: نعم ...
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ألا تلاقيا
ذلك كل ما أهتف به من الشعر في خلواتي يا مصرباي، فهل تهتفين به في خلواتك؟
فاستضحكت ثم قالت وقد برقت عيناها بريقا خاطفا، وافتر ثغرها عن ثنايا كاللؤلؤ الرطب: لا يا صديقي، وماذا يدعوني إلى الظن بألا تلاقي؟
لقد تعودت أن أتمنى فأجد، وإنما أتغنى في خلواتي بشعر الشاعر:
अज्ञात पृष्ठ