22 فصل: في الكواكب الثابتة
اعلم أن عددها مما يقصر ذهن الإنسان عن ضبطه، لكن الأولين قد ضبطوا منها ألفا واثنين وعشرين كوكبا، ثم وجدوا من هذا المجموع تسعمائة وسبعة عشر كوكبا تنتظم منها ثماني وأربعون صورة، كل صورة منها تشتمل على كوكبها وهي الصور التي أثبتها بطليموس في كتاب (المجسطي) بعضها في النصف الشمالي من الكرة، وبعضها على منطقة فلك البروج التي هي طريقة السيارات، وبعضها في النصف الجنوبي، فسمى كل صورة باسم الشيء المشبه بها، فوجد بعضها على صورة الإنسان كالجوزاء، وبعضها على صورة الحيوانات البحرية كالسرطان، وبعضها على صورة الحيوانات البرية كالحمل، وبعضها على صورة الطير كالعقاب، وبعضها خارجا عن شبه الحيوانات كالميزان والسنبلة، ووجدوا من هذه صورة حيوان وبعضه الآخر من صورة حيوان آخر كالرامي ومنها من لم تتم صورته حتى جعل من صورة أخرى كوكبا مشتركا منهما مثل ممسك الأعنة؛ فإن صورته لم تتم حتى جعل الكوكب النير الذي على طرف القرن الشمالي من الثور مشتركا بينهما فصار على قرن الثور وعلى رجل ممسك الأعنة وإنما ألغوا هذه الصورة وسموها بهذه الأسماء؛ ليكون لكل كوكب اسم يعرف به متى أشاروا إليه وقد ذكروا موقعه من الصورة، وموضعه من فلك البروج، وبعده وفي الشمال أو الجنوب عن الدائرة التي تمر بأوساط؛ لمعرفة أوقات الليل والطالع في كل وقت.
(وأما) الكواكب الأخرى وهي مائة وثمانية عشر كوكبا فإنها لم ينتظم منها شيء من الصور فأضافوا كل ما وجدوه منها قريبا من صورة إلى تلك الصورة وسموها خارج الصورة مثل النير الذي فوق رأس الحمل الذي تسميه العرب الناطح، وأما عدد الصور ومواقعها من الفلك فهي ثمان وأربعون صورة، منها في النصف الشمالي من الكرة إحدى وعشرون صورة، ومنها على البروج اثنتا عشرة صورة (1) ومنها في النصف الجنوبي من الكرة خمس عشرة صورة.
पृष्ठ 32