يصرفهم كيف يشاء قال فلما ايسوا من الربان ضجوا بالبكاء والعويل وندم كل منهم شجوه (a) وصار الربان اذا أمر مناديه ان ينادى رجاله بجذب حبل او ارخايه يصلح شأن المركب فلا تسمع الرجال ذلك من دوى البحر وحس تلاطم الامواج وهدير الرياح فى القلوع والشرع والحبال وضجيج الخلايق فاشرف المركب على التلاف بعطلة الرجال وعدة المركب من غير حادث عليهم من بحر او ريح قال وكان فى المركب شيخ مسلم من اهل قادس من الاندلس قد طلع الى المركب فى ازدحام الناس عند طلوعهم ليلة السفر ولم يشعر به ربان المركب وكان فى زاوية (b) من المركب مهجوره وهو مختفى فيها خوفا ان يعلم به فيوبث ويوبخ (c) فلما رأى القوم وما (d) نزل بالناس وما هم عليه من الإخطار بانفسهم ومركبهم وانهم قد صاروا عونا مع اهوال البحار على نفسهم مسرعين لهلاكهم رأى ان يخرج اليهم فيكون من
पृष्ठ 23