نظمت هذا الشعر باللغات الثلاث الفارسية والعربية والتركية، وأنشدته والدها. فضمها إليه وقال:
إن ما فيه من غلطات اللغة وسقطات القافية ستدركينه بنفسك فيما بعد. وإذا بقينا أحياء إلى العام القادم فإنني سأدع الكتب التي أقرئك إياها وأجعلك تبدئين بقراءة متن «الكافية». «ولكن لم يحل العام القادم بعد طول الانتظار حتى تقيدت بقيد الزواج.»
13
بهذه الكلمات القليلة ذات الروح الجديدة في قدمها، تخبرنا عن نفسها إلى حادث الزواج الذي لا تذكره إلا بكلمة واحدة. ومن ثم تنتقل في تلك المقدمة إلى الكلام عن ذاتها بعد مرور عشر سنوات على زواجها. أما أنا، فعند هذه الكلمة الوحيدة التي تغير حياة الفتاة بكليتها، أقف طويلا وأتأمل. وكم كنت أود استطلاع ما شعرت به عندما أبلغت أنه تم اختيار ذاك الذي سيكون زوجها. أي عواطف جاشت في نفس تلك الشاعرة الصغيرة؟ أي حنان وخوف؟ أي صبابة وإجفال تناوبت على قلب ناظمة القصيدة التي روت لنا الآن حكايتها مع أبيها، فجعلت هذه الأبيات العربية بين الأبيات الأخرى من تركية وفارسية:
يا شهي الذات يا حلو اللما
ضاع عمري في عسى ولعلما
إن عددت النوح مني طالما
قد جرى دمعي بخدي عندما •••
إن سقى دمعي الثرى لست الملوم
مذ سقاني العبد مقدور الظلوم
अज्ञात पृष्ठ