النشأة والزواج
نشأة الشاعرة
مع أختيها؟ إذن بين فتيات ثلاث متقاربات سنا، متماثلات حالا، كيف لنا أن نهتدي إلى ضالتنا؟ لو عرفنا صورتها امرأة لاستدللنا بملامحها المتركزة لنتبينها الآن بين أختيها لاعبة لاهية - أو هادئة راصنة كما كان وما زال كثيرون من الشرقيين يريدون لأبنائهم جاعلين حداثتهم شيخوخة، مكبلين منهم البداهة على نوع ما فيحرمونهم مرح الطفولة الهنيء وذكريات الغفلة ونعومة البال. إلا أن الشخص الوحيدة الذي في وسعه أن يطلعنا على تفاصيل معيشتها، أعني شقيقها الجليل أحمد تيمور باشا
1
يفوته من حياتها قسط وافر؛ لأنه ولد قبل وفاة والده بسنة (1871) يوم كانت عائشة في الحادية والثلاثين، تعيش زوجة وأما في منزلها بعيدا عن دار والدها. لذلك رغم كل ما نقلناه عند أحمد باشا من الاستعداد لتلبية السائل، فإنك لتراه أحيانا يتوقف عن الجواب ريثما يراجع تذكاراته، ثم يقول ببسمة الآسف «والله ما اعرفش.»
بيد أني فزت منه بهذا الوصف الظريف في إبهامه؛ «كانت لا طويلة ولا قصيرة، لا بيضاء ولا سمراء، لا سمينة ولا نحيفة» أما عطوفة إدريس راغب باشا الذي رآها في حداثته في زيارة والدته فطنت هانم حرم إسماعيل راغب باشا
2
فقد رد على استفهامي بقوله: «مش في بالي تمام كانت ازاي، لكن كانت حلوة والله»، كذلك بعد مرور أعوام، وقد تقدمت عائشة في السن، رأتها حرم شعراوي باشا تزور الزوجة الثانية لوالدها محمد سلطان باشا.
3
وقالت لي إن كل ما تذكر منها أنها «كانت ست كدا الأتوركا» مفهوم أنها لم تكن ألافرانكا»!
अज्ञात पृष्ठ