فقالت بتوجس: يهمني أن أسمع رأيك في حور محب خاصة؟
فقلت دون تردد: قائد مخلص وزميل صبا الملك ...
فقالت بكآبة: هو من يقلقني يا آي ... - ربما لأنه صاحب القوة، ولكنه لا يقل إخلاصا للملك عن مري رع.
وحصل اللقاء بين تيى وبين الملك، ولكنها فشلت مثلنا، ورجعت إلى طيبة خائبة الرجاء، ثم ساءت حالتها الصحية، وماتت تاركة وراءها تاريخا ملكيا بالغ الروعة.
ومضت الأحوال من سيئ إلى أسوأ حتى نفضت جميع الأقاليم عنها الولاء للملك، وبتنا محاصرين في سجن اسمه أخت آتون نحن وإلهنا الواحد! وشعر كل واحد بدنو الكارثة إلا إخناتون الذي جعل يقول بكل ثقة: لن يخذلني إلهي!
وإذا بكاهن آمون الأكبر يقتحم المدينة معتمدا على قوة لا قبل لنا بها. وكنت أنا أول من تسلل إلى قصر الكاهن. ودهشت وأنا أتفرس في وجهه وهو متنكر في زي تاجر. وقلت له: لماذا تتخفى وأنت تعلم أن الملك لا يؤذي أحدا؟
فتجاهل قولي وقال لي بلهجة حازمة: دبر لي لقاء مع رءوس الرجال ...
واجتمع بنا في حديقة قصر الملكة الراحلة تيى، ولم يخف عنا أنه يتكلم من موقع القوة، وأنه يطالبنا بأن نتعاون معه على حقن الدماء، وتركنا بعد أن ألقى إنذاره الأخير كأنه حية تسعى تحت أرجلنا. وقد حرت في تفسير سلوك الرجل؛ لأنني لم أكن أحسن به الظن. واستشففت وراءه حقيقة لم يبح بها، وهي أنه لم يكن واثقا من ولاء كل جيوش الأقاليم، ومشفقا من مغبة فوضى عسكرية ضارية تنتهي بهزيمة له أو بنصر فادح الثمن. غير أنني اقتنعت بأن الخطر الذي يتهدده لا يقل عن الخطر الذي يتهددنا، وأن مصر هي الخاسرة في الحالين. ولم يتقوض الاجتماع بذهابه. شعرنا جميعا بأننا مطالبون باتخاذ قرار .
ورغما عني وجدتني أسأله مقاطعا لأول مرة: من شهد ذلك الاجتماع من رجال الملك؟
فضيق عينيه الباهتتين، ثم قال: لم أعد أتذكر، مضت أعوام وأعوام، ولكن كان بينهم حور محب وناخت، وربما توتو وزير الرسائل أيضا، على أي حال كان حور محب أول المتكلمين، فقال: إني صديقه وقائد حرسه!
अज्ञात पृष्ठ