تبادلنا النظر طويلا. غلبني الصمت، واليأس. قال: ألا تصدقني يا معلمي؟
فقلت صادقا: إنك لا تكذب أبدا.
فقال بنشوة عجيبة: إذن فعليك أن تصدقني.
فسألته بلهفة: وماذا رأيت؟ - سمعت الصوت في مهرجان الفجر ...
فقلت بعد تردد: هذا يعني أنه لا شيء.
فقال بيقين: هكذا يتراءى الكل إذا تجلى! - لعله آتون. - كلا، لا آتون ولا الشمس، إنه ما وراء ذلك، وما فوق ذلك، إنه الإله الواحد.
فتساءلت في حيرة: وأين تعبده؟ - في أي مكان، في أي زمان، وسوف يمدني بالقوة والحب ... ولاذ آي بالصمت. وددت أن أسأله إن كان آمن بإله إخناتون، ولكني تذكرت وصية أبي فأمسكت. لقد ارتد في اللحظة الحرجة مع المرتدين، وربما ظل إيمانه سرا إلى الأبد. واستأنف آي حديثه قائلا: لم أجد بدا من إبلاغ الملك والملكة بما كان. وبعد أيام وجدت الأمير ينتظرني في الحديقة التي يفضل البقاء فيها ما أمكنه ذلك، فقال لي معاتبا وباسما: وشيت بي كعادتك يا معلمي.
فقلت بهدوء: إنه واجبي أيها الأمير.
وضحك قائلا: استدعاني أبي لمقابلة مثيرة، فرويت له تجربتي فعبس قائلا: لا مفر من عرضك على الطبيب بنتو.
فقلت له بأدب: إني في تمام الصحة والعافية.
अज्ञात पृष्ठ