فلما ورد عليه الكتاب ضاقت/ عليه الأرض برحبها، وأرجف به من كان بحضرته من عدوه، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى أبا بكر رحمه الله، فلما صلى الصبح أتاه به وهو ملتثم بعمامته. فقال أبو بكر: يا رسول الله! رجل يبايعك على الإسلام. فبسط رسول الله يده، فحسر كعب عن وجهه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! [هذا] مكان العائذ بك، أنا كعب بن زهير. فتجهمته الأنصار، وغلظت عليه لما ذكر به رسول الله، ولانت له قريش وأحبوا إسلامه فآمنه رسول الله صلى الله عليه، فأنشده مدحته التي أولها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يشف مكبول
حتى انتهى إلى قوله:
وقال كل خليل كنت آمله ... لا ألهينك إني عنك مشغول
فقلت: خلوا سبيلي لا أبا لكم ... فكل ما قدر الرحمن مفعول
पृष्ठ 451