وسئل عن محل الأمر والنهي والكلام أن يكون حالا في المأمور والمنهي والمخاطل بالكلام فيكون هؤلاء أولى أن يكونوا آمرين ناهيين متكلمين منهم أن يكونوا مأمورين منهيين مخاطبين. ولما لم يكن الله تعالى محلا للحوادث، وبطل/ أن يكون المر حالا في المأمور صح أنه صفة الآمر لا فعله، وكذلك النهي والكلام قلنا (¬1) : وليس في جهلنا بمحل الأمر والنهي والكلام ما يثبت أنها صفات البارئ سحانه (على المعقول) (¬2) ، وعلى المتقول الدليل. والخلق (كله) (¬3) بعضه محل (¬4) لبعض. ولو سئلوا عن الروح لما أمكنهم فيه كلام إلا أن يتقولوا على الله فيما رد علمه إليه، وأنى وهو يقولون بخلقه
وأما معنى قول الشيخ إن الله أمر بهذا أي خلق الأمر به لا من أحد لم يوف شروط النسبة، وكذلك قوله: "ما معنى: ولله الحجة البالغة؛ أي خالقها ومالكها" (¬5) . فقد أجاب بأمر يشمل سائر الخلق، وبقيت الفائدة التي بها سميت الحجة بالغة والغرض الذي ذكرت به ها هنا بلاغهان فبلاغها: بيانها، وبلوغها: قيامهاعلى العبد بما يقطع العذر ويوجب الأمر.
باب التبليغ
قد/ اجتمعت الأمة على أن رسول الله (¬6) عليه السلام بعث إلى الأنس والجن كافة. أما الأنس قلقول الله عز وجل: { وما أرسلناك ... للناس } (¬7) وقوله: { يا أيها .... جميعا } (¬8) .
पृष्ठ 71