اعلم أن الأمر يتصرف في اللغة على وجهين: الشأن والقصة، وجمعه: أمور. كما قال الله تعالى: { وإلى الله/ ترجع الأمور } (¬1) . والثاني: أمر الله ونهيه، وجمع الأمر منه : أوامر. وهو القول المقتضى منه الفعل من المأمور. وهذا في الخطاب . وأما في الإيجاب فلا. وأما حد الأمر: فهو طلب الفعل واقتضاءه على غير وجه المسألة. والفرق بين الأمر والسؤال، أن الأمر بالشيء نهي عن ضده، والسؤال عن الشيء ليس بنهي عن ضده. فمن أثبت نهي تأديب أثبت (أمر تأديب) (¬2) والسمر القرق بينهما، ومن امنتع من ذلك قصر الأمر على الواجب (¬3) ، والنهي على الزجر، ومن أجازهما أوجب التأديب فيهما. وقد يعبر عن الأمر (¬4) بالقول وبالإشارة وبصورة الخبر.
أما من جهة القول: فقول الله عز وجل: { قل .. أحد } (¬5) وقوله عز وجل: { وقولوا .... خطايكم } (¬6) .
وأما بالإشارة فقول رسول الله عليه السلام لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «يا أبا بكر (¬7) ، ما منعك أن تصلي بالناس إذ أمرتك» وذلك / حين أم أبو بكر الناس، فلما أبصر رسول الله عليه السلام تكعكع، فأشار إليه رسول الله عليه السلام ودفع في ظهرة امتنع فتقدم رسول الله عليه السلام فأتم بالناس الصلاة. فلما انصرف من الصلاة قال لأبي بكر: «يا أبا بكر، ما منعك أن تصلي بالناس إذ أمرتك؟» ولم يكن هناك إلا الأشارة. فقال أبو بكر رضي عنه: ما كان الله ليرى ابن أبي قحافة في مقام نبيه.
पृष्ठ 63