ولا ينكر أن يسمى الواحد باسم الجماعة في بعض / المواطن للعلة الطارئة، نحو قوله تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (¬1) بمعنى الأبهة. وأن يسمى الأثنان باس الجماعة، كما قال في داوود وسليمان { إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكيا لحكمهم شاهدين } (¬2) ولقوله: { فإن كان له إخوة فلأمه السدس } (¬3) . فإن وقع كان مجازا لا حقيقة. ومن ها هنا وقع الاختلاف في آية الكلالة؛ قال الجميع: إن الأثنين من الخوة يحجبان الأم عن الثلث إلى السدس. وقال ابن عباس: لا يحجبها من الأخوة إلا ثلاثة ويورثهم الأسلاف وتواترته الأخلاف وسارت به الركبان في جميع البلدان أولى أن يتبع. وقد سمى الله تعالى باسم الجمع في قصة موسى وهارون، وهما اثنان، فقال: { اذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون } (¬4) وقال منتصر ابن عباس: أرادها ها هنا موسى وهارون/ وفرعون. وفي قصة داوود وسليمان { وكنا لحكمهم شاهدين } (¬5) يريد هما والخصم. وقال عن يعقوب عليه السلام: { عسى الله أن يأتيني بهم جميعا } (¬6) يريد يوسف وبنيامين ويهودا. واستدلوا بقوله: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه ... } (¬7) . قالوا: العرب
تكره الجمع بين تثنتين أو جمعين، واستدلوا بقوله: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } (¬8) فعورضوا بقوله: { فأصلحوا بين أخويكم } (¬9) وبقوله: { نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب } (¬10) والخصم يجري على الواحد والاثنين والجمع والذكر والأنثى ولكل بدليل قوله: { فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله } (¬11) . وقال: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء ..... } فهما لهما أربعة أيد.
فصل
पृष्ठ 49