عما يعبد آباؤهم من الأوثان إلىعبادة الرحمن فقالوا: { فأتونا بسلطان مبين } (¬1) { قالت لهم رسلهم: إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده } (¬2) فعارضتهم الأنبياء بالجائز، وإثبات القادر أن يمنعلى من يشاء، غير مستحيل في الجائزات أن من الله عليهم بالرسالة. وقالت الرسل: { وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإن الله } (¬3) صدقوا؛ لأنهم إنما طلبوا ما تعجز العقول/ البشرية فيه ليستبين صدقهم. وقالت الأنبياء: { إلا بإذن الله } وصدقت، وفيه رد على بعض الموحدين الذين يقولون لا بد للرسول من آية وإلا سقطت دعوته .. وبدليلقوله أيضا حكاية الرسل الثلاثة حين قال: { فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون. قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا، وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون. قالوا: ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون. وما علينا إلا البلاغ المبين } (¬4) صدقت الأنبياء وبلغت الرسل، ونحن على ما قال ربنا ومولانا من الشاهدين.
ثم قالت الرسل (¬5) : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } فلحن الخاطاب أنهم توعدوهم، فعند ذلك قالت الأنبياء: { وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون. وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا .. } (¬6) برح الخفاء وانقطعت المحاجة/ ورجعت مسايفة ومغالبة، فليغلبن مغالب الغلاب (¬7) .
قال الله تعالى: { فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم } (¬8) .
فصل
पृष्ठ 30