الأولى: فينبغي للطلبة إذا أرادوا ركوب هذه السفينة المنجية، وخوض لجة هذه البحار المهلكة المردية، أن يقدموا بين أيديهم تقوى الله، فإن التقوى رأس كل بر، وسبب كل خير، وحاصل خير الدنيا والآخرة./ فلن ينفعك شيء إى بالتقوى. ولا قبول إى من المتقين، وقال رسول الله عليه السلام لمعاذ بن جبل: «اتق الله في حكمك إذاحكمت» (¬1) .
الثانية: إخلاص النية لله فيما تحاول وتقاول فإن الله عز وجل لن يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه خالصا مخلصا. قال الله تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } (¬2) وقال عليه السلام: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (¬3) .
الثالثة: قبول الحق ممن جاء به، والإعتراف له والإقرار به، والإذغان له، وأن يستنكف عن صفات من وصفه الله بالاستنكاف عن الحق. ومن امتنع عن قبول الحق علما خدع نفسه، ومن أباه جهلا أوتع (¬4) نفسه. قال الله تعالى: { يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } (¬5) وقال أيضا: { قلوبهم منكرة وهم مستكبرون } (¬6) وقال: { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان اقبة المفسدين } (¬7) .
الرابعة: ألا يعود نفسه المجادلة في كل شيء؛ قال الله تعالى: { وكان الإنسان أكثر شيء جدلا } والمجادلة تدعو إلى اللجاجة، وتدعو إلى المجادلة، وإلى إغماض الناس، وإعجاب النفوس. وهي حبالة إبليس. وقد غلط الناس قديما في أشعارهم وأنثارهم. وقد نهى الله عنها لنصرة الحق. فما ظنك بمن جادل بالباطل ليدحض به الحق؟!
قال الله تعالى وعيدا وتهديدا: { وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق } (¬8) .
पृष्ठ 13