وجاء على الدعاء: { ربنا .............. الكافرين } (¬1) وجاء على التهوين (¬2) قوله: { إخسأوا فيها ولا تكلمون } (¬3) . وعلى التسلية: { لاتحزن ......... يمكرون } (¬4) وعلى قطع الطمع:
{ لا تركضوا ....... تسألون } (¬5) . وعلى الموعظة: { لا يغرنك ..... قليل } (¬6) ، { فلا ....... أولادهم } (¬7) وهذه المحتملات كلها تحتاج إلى القرائن. ولو قلنا إن مطلق النهي يحتاج (¬8) إلى قرينة لكان خطاب المالك القاهر للعبد الذليل/ دليلا على أعظم قرينة، كيف والظاهر عند العرب أن نفس الصيغة دالة على الأمر والنهي. ولولا ذلك لبطلت المعاني واختل البيان، وظهر المثل في اختلاط الرائب والحليب.
مسألة
اختلف الناس في النهي هل هو زجر كله أو فيه تأديب ؟
قال بعضهم: إن نهي الله تعالى يقع فيه الزجر والتأديب كنهي الرسول عليه السلام.
وقال بعضهم: إن نهي الله زجر كله وهو الأصل. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إن نهي الله الله زجر كله وليس فيما يعصي الله به صغير. فأثبت جميع ما نهى الله عنه أنه كبير.
والذي قال في النهي بالتأديب في النهي أبطله في الأمر، تأديبا مقابلة لأمره تأديبا، ومن أبطل التأديب في النهي أبطله في الأمر، ورد حكم النوافل إلى الندب والدعاء. ورد حكم الصغائر (¬9) إلى الرسول عليه السلام والمسلمين. وفي منا هي الرسول عليه السلام ومنا هي المسلمين/ تكون عنده الصغار وكل ما نهى الله عنه كبير.
فصل
واختلفوا في النهي، هل يدل على فساد المنهي عنه أم لا؟.
पृष्ठ 112