فأجابها طلحة: «جئنا من المدينة.»
قالت: «وكيف فارقتماها؟»
قال: «إنا تحملنا هربا من غوغاء وأعراب، وفارقنا قوما حيارى لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا ولا يمنعون أنفسهم.» قال ذلك وعلائم الغضب تبدو من خلال حديثه، والزبير يهم بالكلام كأنه لم يكتف بما قاله طلحة.
فقالت: «كيف يقتل عثمان وأنتم تنظرون؟!»
قال الزبير: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد دافعنا عنه بأولادنا وأنفسنا! ولكن الغوغاء غلبت علينا فلم نمنع قدرا واقعا.»
قالت: «ثم بايعتم وأنتم راضون!»
قالا بصوت واحد: «لم نبايع إلا والسيف على أعناقنا، وما نحن راضون بهذه المبايعة.»
قالت: «انهضوا إذن إلى هذه الغوغاء وطالبوا بدم ذلك الرجل المقتول.»
قالا: «إنما جئنا لذلك.»
فقالت: «وقد جاءنا أيضا عبد الله بن عامر ابن خال عثمان وعامله على البصرة ولما سمع بمقتله حمل ما في بيت المال وجاء إلينا، وكذلك يعلى بن منية جاء من اليمن ومعه ستمائة بعير وستمائة ألف درهم وقد أناخ في الأبطح. وقد كانا عندي اليوم.» •••
अज्ञात पृष्ठ