कुत्ते का काटना: एक कहानी संग्रह
عضة كلب: مجموعة قصصية
शैलियों
عندما قتل جارسيا، ظل كارلوس لبعض الوقت يتأمل جثة الكولونيل وهي بعد ما زالت ملقاة على الأرض، وحانت منه التفاتة نحو زوجته فرآها تذرف الدمع على الفقيد، فركلها بقدمه أمام الجميع، ثم دعا الحراس فحملوا الجثة إلى القصر، وتبعهم.
بعد دقائق خرج كارلوس من القصر يحمل حقيبة في يده، صعد إلى السيارة، وطلب من السائق الإسراع علهما يلحقان بالقاتل ويمسكان به. في الطريق توقفت السيارة وهبط منها كارلوس، ثم أشار إلى السائق بأن يمضي إلى حال سبيله.
وسط المزارع كان كوفي بانتظاره، تصافح الرجلان، ثم انطلقا معا. (تمت)
المأتم
الإعلان الكبير المعلق على المدخل، لفت أنظار جميع العاملين عند حضورهم صباحا إلى مقر العمل، فلم تكن كل الإعلانات السابقة بهذا الحجم، ولم تكن تضم تلك الخطوط الزخرفية المتعددة الألوان. فاق إعلان خبر وفاة زوجة عم فهمي كل ما سبقه، فعادة ما يخرج خبر كهذا مكتوبا بخط اليد على ورقة صغيرة يتم تثبيتها على لوحة الإعلان بشريط لاصق. اعترضت إدارة الأمن، لكن الأمر تم تمريره لأنه يخص عم فهمي فراش مكتب سعادة المدير العام. ولأنه الموت، ذلك المخيف المقدس، فقد خشي الجميع أن يستهجن هذا الإعلان الفخم حتى بينه وبين نفسه، واكتفى المدير العام بقوله: البقاء لله.
سارت الأمور كالمعتاد في المصلحة، لكن عم فهمي لم يمنعه حزنه على الفقيدة ولا مشاغل الدفن والجنازة عن القيام بواجبه، فاتصل بمكتب المدير العام ثلاث مرات يطمئن فيها على حسن سير العمل واستقرار الأوضاع أثناء غيابه! وتجاهل اللهجة الخشنة وألفاظ التهكم التي تم الرد بها على استفساراته، فقد كان يضع سماعة التليفون ملتفتا لمن حوله قائلا: صدق إحساسي، هناك مشاكل لكنهم لا يصرحون بها مراعاة للظروف.
فيهز الكثيرون منهم رءوسهم آسفين ويسترضونه: لا راد لقضاء الله. الضرورات تبيح المحظورات، وغدا تعود لعملك.
البدلة السوداء وربطة العنق اللتان يرتديهما عم فهمي، أصبحتا قالبا للتفكير والسلوك انصهر الرجل بداخله وتوحد به. ملابسه التي حرص على أن تكون نظيفة دائما رغم تواضعها، جعلت مديري العموم الذين تناوبوا على المؤسسة مطمئنين على صحتهم، فاستمر الرجل ينفرد بوظيفة فراش مكتب المدير العام زمنا طويلا. لم تكن كلمات المديح وطقوس الترحيب التي يتقنها عم فهمي تثير اهتمام الكبار على خلاف ما يعتقد، فقد اعتادوا التبجيل من الكبير قبل الصغير.
لم يعهد عن عم فهمي أنه تقول على أحد من المديرين أو انتقده في شيء، لا لخلقه الطيب، بل لأن كل المديرين بالنسبة إليه سواء؛ باشاوات، كبار، العنيف منهم حازم، واللين منهم رحيم، والمرتشي منهم يسعى على لقمة عيشه، ونظيف اليد تقي يعرف الله، ومن شجع منهم النادي الأهلي فالأهلي حديد، ومن انتمى للزمالك فالزمالك فن وهندسة. ومن كال له السباب أو من ربت على كتفه فكلاهما على حق؛ فالأول يعاقب على خطأ والثاني يثيب على معروف.
كان أول من يحضر إلى مقر العمل، يراجع نظافة المكتب ويتأكد أنه قد أعاد كل شيء إلى موضعه، ثم يقف منتصبا أمام مدخل المصلحة يترقب وصول الكبير ويهرول لحمل حقيبته. دائما يجلس على كرسيه الخشبي أمام باب المكتب ما دام المدير العام في المصلحة، ويتجول عادة بين مكاتب المصلحة أثناء تغيبه كي يلم بما يحدث. لم يعرف عنه أنه وشى بأحد من العاملين، أو ربما أن المدير العام كان أكثر ذكاء من أن يلحظ أحد أن عم فهمي ينقل له كل الأخبار.
अज्ञात पृष्ठ