उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
كان ووترمان وبرونك عضوين في لجنة استشارية علمية رئاسية، وكان ووترمان يشغل منصب نائب رئيس اللجنة، وهو لي دوبريدج، رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وفي مارس 1954 التقى آيزنهاور بأعضاء هذه اللجنة ونبههم إلى خشيته من وقوع هجوم مفاجئ، على غرار هجوم بيرل هاربر، يؤدي إلى تدمير مدن بأكملها وليس مجرد سفن حربية. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أصدرت تقريرها لعام 1954، الذي توقعت فيه أن تمتلك موسكو عام 1957 خمسمائة قاذفة قنابل طراز «تي يو-95» تعمل بالمحركات المروحية التوربينية؛ وكانت أولى الخطوات التي اتخذها دوبريدج في سبيل ذلك تستهدف تشكيل لجنة رفيعة المستوى، باسم لجنة القدرات التكنولوجية (تي سي بي)، وهي لجنة كان من شأنها التوصية بسياسات جديدة لتفادي هذا الخطر.
في غضون أسابيع، زادت أحداث جديدة من حجم التهديد؛ ففي الأول من مايو، عرضت القوات الجوية الروسية قاذفتها النفاثة الجديدة بيزون في عرض جوي عام، وكانت مفاجأة أخرى أن تصنع موسكو قاذفة نفاثة سوفييتية، وأثار الأمر قلقا بالغا؛ لأنه لم يعرف أحد بأمر هذه الطائرة حتى عرضها الكرملين في عرض عام. وبعدها بأسبوع، توغلت إحدى طائرات لوماي طراز «بي-47» في الاتحاد السوفييتي في مهمة استطلاعية ورصدتها طائرة اعتراضية نفاثة طراز «ميج-17». واستطاعت طائرة «بي -47» الهروب بعد إصابتها بتسرب في خزان الوقود، ونجحت في العودة إلى إنجلترا. لكن الفكرة اتضحت؛ فقد أصبحت الطائرات النفاثة لأمريكا نفسها في خطر الآن.
كان أحد الحلول يتمحور حول الصاروخ «أطلس»، الذي صارت له أولوية قصوى خلال شهر مايو نفسه؛ ولكن، كان من الواضح أن الأمر يتطلب التزاما أقوى تجاه الاستطلاع. ولم يكن لوماي يعمل في هذا المجال بصورة دائمة، وهو ما كان وضعا غير مقبول بالنسبة إلى آيزنهاور. كان الأمر يعني أن القوات الجوية ستتحكم في الأصول المستخدمة في قياس التهديد السوفييتي، فضلا عن حجم القوة التي سترد بها على أي تهديد، وهو ما زاد من احتمالات تحريف جنرالات القوات الجوية من تقديراتهم الاستخباراتية بما يدعم مطالبهم للحصول على أسلحة جديدة. وكان آيك يرغب في إجراء عمليات استطلاعية في إطار مؤسسة لم يكن في استطاعة لوماي التحكم فيها، ألا وهي وكالة الاستخبارات المركزية.
تبلورت اللجنة الجديدة المتمثلة في لجنة القدرات التكنولوجية في منتصف عام 1954؛ إذ عين آيزنهاور جيمس كيليان - رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - رئيسا للجنة، وضمت اللجنة لجنة فرعية، باسم مشروع 3، تختص بالوسائل الفنية في المراقبة والإشراف. وكان من بين من عملوا في هذه اللجنة الفرعية كليرنس كيلي جونسون من شركة «لوكهيد»، وهي إحدى أهم شركات تصميم الطائرات في البلاد؛ وكانت شركته، «سكانك ووركس»، قد صممت وبنت أول طائرة مقاتلة نفاثة فعالة في أمريكا، «بي-80»، خلال عامي 1943 و1944. وآنذاك، في أعقاب الحرب الكورية، كان جونسون يطور طائرة «إف-104»، التي بلغت 2 ماخ. وفي وقت سابق من هذا العام، كان جونسون قد أعد تصميم طائرة استطلاع وروج لها لدى القوات الجوية، دون أي نجاح.
على الرغم من ذلك، تلقى جونسون تشجيعا قويا من تريفور جاردنر، وكان هو وجاردنر قد عرضا نموذج طائرة الاستطلاع الجديدة على لجنة مشروع 3 في محاولة جديدة لترويجها، وكان رئيس اللجنة الفرعية، إدوين لاند، قد اخترع كاميرا بولاريود وهو رئيس شركة «بولاريود كوربوريشن». وكان في مقدور جونسون إنجاز أي شيء بسرعة إذا اضطر إلى ذلك؛ فقد بنى نموذج «بي-80» الأول من لا شيء في غضون 143 يوما فقط، وها هو يعد بالانتهاء من طائرة التجسس التي كان يصممها وإجراء طيران تجريبي في غضون ثمانية عشر شهرا من توقيع العقد. قدم لاند وكيليان مقترح جونسون إلى آيك وأقنعاه بقبوله. وتماشيا مع ميل وكالة الاستخبارات المركزية لإطلاق أسماء غامضة لا تفصح عن الكثير، أطلق على الطائرة الجديدة اسم «يوتيليتي-2».
كان الشخص المسئول في وكالة الاستخبارات المركزية عن تولي أمور «يو-2» من البداية هو ريتشارد بسل، وكان شخصا طويل القامة ونحيل الجسم؛ مما جعله يبدو مثل شخص أرستقراطي، وكان يمتلك خلفية تجعله أهلا لذلك؛ فقد درس في جامعة جروتون وجامعة ييل وكلية لندن للاقتصاد. ونظرا لما كان يتسم به من لطف القول والأدب غير المتكلف، فضلا عن تفضيله ارتداء حلات من ثلاث قطع؛ كان يتمتع بصلات اجتماعية واسعة، وهي ميزة كانت كفيلة وحدها أن تحقق له الترقي في مسيرته المهنية. ولكن أهم ما ميزه كان عقله؛ فقد درس الاقتصاد في جامعة ييل، وكان من بين طلابه ماكجورج باندي، الذي صار مستشار الأمن القومي لدى جون فتزيجرالد كينيدي. وفي أعقاب الحرب، قاد جهود مشروع مارشال التي ساهمت في إعادة تعمير أوروبا، ووصفه المؤرخ توماس باورز بأنه شخص «يتمتع بالوضوح والذاكرة القوية والثقة بالنفس، التي لم يكن يعرب عنها إلا قليلا، حتى إن السؤال الوحيد ذا الصلة الذي كان يطرحه عن أي نظام هو التساؤل عما إذا كان قد نجح أم لا. وكان شغوفا أيما شغف بالتفاصيل، وبمجرد أن يقرر الإلمام بطريقة عمل أي شيء، كان ينكب على العمل ويأخذ الأمر على عاتقه الخاص.»
3
كان قد مضى على بسل في وكالة الاستخبارات المركزية أقل من عام عندما أخبره مديره، آلان دلاس، ذات صباح قرار توليه رئاسة برنامج الطائرة «يو-2». وفي ظهيرة ذلك اليوم، التقى بسل بمجموعة من أفراد القوات الجوية في مكتب جاردنر في البنتاجون، وتحدث بسل عن هذا اللقاء لاحقا قائلا: «سرعان ما اتضح أنه على الرغم من اتخاذ قرار على أعلى مستوى ، لم تكن ثمة خطط دقيقة لتنفيذ أي شيء. وعندما أثيرت مسألة التمويل، نظر الجميع في اتجاهي.» وافق بسل على تخصيص 22 مليون دولار أمريكي من خلال صندوق تفويضي كان دلاس يديره، وهو ما سيسمح بالمضي قدما في المشروع دون موافقة الكونجرس عليه، أو حتى دون أن يدرك وجود هذا البرنامج.
ظلت القوات الجوية تباشر هذا المشروع عن كثب؛ حيث كانت توفر المحركات وتدرب طياريها، وكانت تخفي هوية هؤلاء الطيارين عن طريق نقلهم خارج الخدمة إلى وكالة المخابرات المركزية، وإكسابهم هويات جديدة كمدنيين يعملون بها في «لوكهيد». بالإضافة إلى ذلك، حصل لوماي على نماذج طائرات طراز «يو-2»، وإن ظلت إدارة المشروع تقع بالكامل ضمن اختصاصات بسل الحصرية. وأسس فريق بسل مكتبا منفصلا عن بقية مكاتب وكالة الاستخبارات المركزية، تولى كتابة عقوده والاحتفاظ بسجلاته المالية والاضطلاع بالأمور الإدارية والأمنية. وكان الفريق يتألف من سبعة أفراد من بينهم ضابط أمن، وحافظ بسل على أن تكون عمليات الاتصال سرية، حتى إن دالاس نفسه لم يكن يستطيع الاطلاع على سجلاتها.
بالإضافة إلى ذلك، منح بسل جونسون سلطات واسعة، وكانا يجريان معظم الأعمال عبر الهاتف، مرة واحدة شهريا، وكان جونسون يقدم تقريرا عن سير العمل من خمس أو ست صفحات. ولكن، داخل وكالة الاستخبارات كان هذا العدد من الصفحات يصل إلى وثيقة هائلة الحجم. وكانت الأنشطة الأخرى ذات الحساسية المشابهة، مثل خطط اغتيال فيدل كاسترو، تعتمد بالكامل على المحادثات الشفهية، مع عدم وجود أي شيء مكتوب.
अज्ञात पृष्ठ