उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
كان حجم الصاروخ هائلا؛ فوزنه كان 670 ألف رطل وارتفاعه 160 قدما، وكان يستخدم سبعة محركات جديدة من محركات بولاي بقدرة 120 ألف رطل. وهكذا، كان حجم الصاروخ «أطلس» غاية في الضخامة؛ مما جعله أساسا لإجراء مزيد من الدراسات أكثر من كونه نموذجا يصلح كسلاح عملي. ومع ذلك، كان علامة فارقة؛ فهذه كانت المرة الأولى التي تمتلك فيها القوات الجوية تصميم صاروخ يتخطى مداه خمسة آلاف ميل، وهو هدف كان في مقدور القوات الجوية أن تمضي قدما نحو تحقيقه باستخدام محركات الصواريخ التي كان يجري تطويرها بالفعل.
لم يصدق على مشروع الصاروخ «نافاهو» مثلما حدث مع الصاروخ «ردستون»، لكنه كان لا يزال في مرحلة البحث والتطوير. ومع ذلك، كان تطوير الصاروخ «أطلس» يجري على مستوى أدنى في الدراسات الهندسية، وهو ما كان يعني أنه يتعين توفير مصادر تمويل لمحركات الصواريخ بأساليب غير ذلك، عرفت باسم إعادة توجيه نشاط التمويل. وشرح مفهوم عملية إعادة توجيه نشاط التمويل على نحو ملائم بأنها عملية الاستحواذ على الأموال التي كانت مخصصة لتمويل أحد الأنشطة وتوجيهها إلى نشاط آخر. وتولى مراقبة عمليات التمويل المقدم إدوارد هول، الذي كان مسئولا عن أنشطة تطوير الصواريخ في القوات الجوية انطلاقا من قاعدة رايت-باترسون التابعة للقوات الجوية. يتذكر المقدم هول تلك الأوقات قائلا: «واجهنا صعوبات جمة في تمويل مشروع الصاروخ «أطلس». صار مشروع الصاروخ «نافاهو» بندا في الميزانية منذ وقت مبكر جدا، حيث تولينا تمويله. وكانت أنشطة التطوير التي تجرى على الصواريخ لصالح الصاروخ «أطلس»، وكذلك تلك الأنشطة التي تجرى لتطوير الصاروخ «نافاهو» التي صارت تستخدم في مشروع الصاروخ «أطلس»؛ تقع جميعا في إطار برنامج تطوير الصاروخ نافاهو.»
5
أدرك هول سريعا أن محركات «أطلس» كانت ستختلف عن محركات «نافاهو»؛ فمحركات «نافاهو» كانت تستطيع حرق الكحول، الذي كان يستخدم في الصاروخ «في-2». وكان الكحول يتميز بسهولة امتزاجه مع الماء؛ مما يعمل على تخفيض درجة الحرارة في غرفة الاحتراق ويسهل عملية تبريدها؛ ولكن خواص التبريد في المحرك الذي بلغت قوة دفعه 120 ألف رطل كانت قد تحسنت بما يكفي لحرق الكحول بكامل قدرته تقريبا. وخلال عام 1952، أظهرت الدراسات إمكانية تعديل هذا المحرك بحيث يتمكن من حرق وقود آخر غير مخفف، ألا وهو الكيروسين. وكان من المتوقع أن استخدام الكيروسين سيؤدي إلى توليد طاقة أكبر من الكحول، وكان هول يعلم أن «أطلس» سيحتاج إلى هذه الطاقة للوصول إلى هذا المدى الذي وصل إليه.
عثر هول على فرصته في خطط لتصميم صاروخ «نافاهو» متطور، وهو ما كان يتطلب مستوى أداء أعلى في صواريخه. كان سام هوفمان يدير مشروع الصواريخ في شركة «نورث أمريكان»، ويتذكر هول قائلا: «اتصلت به هاتفيا. كنا كثيرين على الهاتف. قلنا : «سام، نريدك أن تصمم محرك وقود هيدروكربوني؛ إذ نريد أن نتوقف عن استخدام الكحول كوقود.» صدم سام، وكانت لديه أسباب وجيهة لذلك؛ إذ كان الوقود الهيدروكربوني عبارة عن مجموعة من العناصر المتعارضة التي لا يدري المرء حقا طبيعة الآثار التي ستنجم عنها. وشعر سام بالاستياء، وأخبرنا بذلك؛ فقلنا: «يجب أن تصمم هذا المحرك، نريد محركا بقوة دفع 120 ألف رطل».» «مرت أسابيع عديدة قبل أن يدرج الصاروخ «نافاهو» ضمن الميزانية، وأخبرنا سام أننا نقدر تماما ما قامت به شركة «نورث أمريكان» من جهود في تطوير المحرك الذي بلغت قوة دفعه 75 ألف رطل؛ لكن إذا لم تقبل شركته تطوير المحرك الهيدروكربوني الذي تصل قوة دفعه إلى 120 ألف رطل، فسنضطر إلى إسناد الأمر إلى شركة أخرى. ثم رضخ سام ووافق مضطرا.» وفي يناير 1953 أطلق برنامجا باسم برنامج تطوير محركات الصواريخ، لحل المشكلات التي قد تنشأ عند التحول من استخدام الكحول إلى الكيروسين كوقود في محرك «نافاهو».
كان وقود الكيروسين التقليدي المستخدم في القوات الجوية هو الوقود النفاث؛ «جيه بي-4»، إلا أن مواصفاته كانت تسمح بتنوع كبير في الكثافة، وهو ما كان سيؤدي إلى اختلافات غير مقبولة في وزن صاروخ مزود بوقود، تجري فيه عملية التزويد بالوقود وفقا للحجم. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت عمليات الإطلاق التي أجريت من منصات الاختبارات باستخدام الوقود «جيه بي-4»، أن الوقود يمكن أن يتسبب في انسداد ممرات تبريد المحرك الرفيعة برواسب لزجة أو بالكربون؛ مما يؤدي إلى إتلاف المحرك. ويرجع السبب في ذلك إلى المكونات الموجودة في الوقود التي لم تتسبب في أي مشكلات في المحركات النفاثة، لكن صار يتعين الآن التخلص منها بعناية. وأثبت الوقود الناتج؛ «آر بي-1»، الخالي من الملوثات الذي يتميز بكثافته الثابتة، أنه وقود ذو مواصفات خاصة.
حقق محرك «أطلس» الذي جرى تطويره ضمن برنامج تطوير محركات الصواريخ، والذي استخدم في البداية ضمن محركات «نافاهو»، قوة دفع أكبر مما كان يريدها هول؛ حيث بلغت قوة دفعه 135 ألف رطل. وخلال السنوات القليلة التي أعقبت ذلك، صار هذا المحرك لا يستخدم فقط في الصاروخ «أطلس»، بل في معظم صواريخ الوقود السائل الأمريكية الكبيرة الأخرى. ولكن حتى ذلك الوقت، لم يكن الصاروخ «أطلس» النموذج الذي قد تتطلع القوات الجوية إلى شرائه.
وفقا للتصميم الأصلي للمحرك عام 1951، فإنه يستطيع حمل رأس حربية زنة 8000 رطل. وخلال عام 1952، قلصت القوات الجوية الوزن المتوقع إلى 3000 رطل، ومن ثم أدت إلى خفض الوزن المتوقع لهذا الصاروخ وتكلفته المحتملة على نحو مقبول. ولكن، ظلت هناك نقطة عالقة، وهي دقة الصاروخ.
كان طيارو القاذفات المتمرسون في القوات الجوية يستطيعون إلقاء قنابل ذرية على مسافة 1500 قدم من هدف محدد، عند استخدام أجهزة تصويب قنابل رادارية جيدة لتوجيه ضربات ليلا من ارتفاعات شاهقة، لإصابة أهداف أسفل منها مباشرة. وكان البنتاجون يرى أن الصاروخ «أطلس» يستطيع أيضا إنجاز هذه المهمة طوال رحلته إلى موسكو، وكانت هذه الدقة تماثل ضرب كرة جولف مسافة ميل وإسقاطها في الحفرة تماما، دون أن تتدحرج أو تقفز. وكان من المفترض أن يؤدي «أطلس» تلك المهمة من خلال عملية تحكم آلي كاملة، ولكن لم يستطع «أطلس» تحقيق هذا المطلب، وإن لم يكن بالمعنى الكامل للكلمة؛ فقد كان الصاروخ «أطلس» يخطئ الهدف بمسافة أميال؛ مما يجعله بلا جدوى كسلاح حقيقي.
في 1 نوفمبر 1952، انفجرت القنبلة الهيدروجينية الأولى في جزيرة إنيوتوك في المحيط الهادئ، وقال أحد المراقبين: «كان الانفجار هائلا؛ فقد بدا كما لو أنه يسد الأفق بالكامل، وكنت أقف على مسافة ثلاثين ميلا.» وأشار مصمم الأسلحة تيودور تايلور إلى الانفجار بأنه «انفجار هائل وغاشم للغاية، كما لو كانت جميع الأمور قد خرجت عن نطاق السيطرة. وبلغت الحرارة المراقبين، ظلت جاثمة طويلا، لا لثوان بل لدقائق». وأسفر الانفجار عن شظايا زنة عشرة ميجا طن، مقارنة بثلاثة عشر كيلوطنا في هيروشيما؛ فقد تمخض هذا الانفجار العاصف في عام 1945 عن كرة نار قطرها ثلث ميل. أما في إنيوتوك، فقد اتسع قطر كرة النار كثيرا وبسرعة هائلة للغاية؛ مما أخاف المراقبين الذين كانوا يقفون على مسافة بعيدة، وصارت الكرة تتمدد حتى تجاوز قطرها ثلاثة أميال. وأفضى الانفجار إلى طمس معالم جزيرة بأكملها، مخلفا فوهة بعمق مائتي قدم ويزيد عرضها عن ميل.
अज्ञात पृष्ठ