उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
كان هذا الصاروخ يحتاج إلى قوة دعم أكبر في صاروخ الدفع الإضافي الملحق به، تزيد عما يوفره محرك بقوة دفع 75 ألف رطل؛ لذا قرر بولاي أن يصمم محركا بقوة دفع 120 ألف رطل. وكان من المتوقع أن يوفر هذان المحركان ، اللذان وضعا في قاعدة صاروخ دفع إضافي أكبر، قوة دفع للصاروخ «نافاهو» أثناء عملية الإطلاق. وأثناء صعوده في السماء، كان الصاروخ الذي يعتمد على محرك نفاث ذي دفع هوائي سيوضع على ظهر صاروخ الدفع الإضافي هذا، مثلما يمتطي المكوك الفضائي خزان الوقود حاليا؛ وعندما يصل إلى طبقة الستراتوسفير وتفوق سرعته سرعة الصوت، تتولى المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي دفع الصاروخ «نافاهو»، وينفصل الصاروخ عن صاروخ الدفع الإضافي الملحق به كي يواصل رحلته.
عند تطوير هذا المحرك الجديد، كان المهندسون يعتمدون على خبرتهم في مجال تصميم الحاقن في المشروع السابق؛ ولكن محلل إجهاد، يدعى ماثيو إك، أشار إلى وجود مشكلات في غرفة الدفع والفوهة، وكانت هذه المشكلات تتمثل في اتباع ممارسة سابقة تبنى من خلالها غرفة الدفع والفوهة في صورة طبقات، واحدة داخل الأخرى، مع وضع أنابيب فيما بينهما لإجراء عمليات التبريد الاسترجاعي. وأشار إك إلى أن هذا الأسلوب القياسي المتبع سيؤدي إلى حدوث إجهاد سيقلل قوة الدفع والضغط داخل الغرفة، ومن ثم سيقلل من قدرة المحرك.
لم يكن الحل البديل يتطلب أكثر من بناء المحرك بالكامل من هذه الأنابيب، مع لحام هذه الأنابيب معا. وكان المصمم إد نوي في شركة «ريأكشن موتورز» يشجع بشدة اتباع هذا الأسلوب؛ وعليه، لم يكن سيستخدم جدار من الألواح المعدنية لعزل ممرات التبريد عن حرارة الاحتراق الهائلة. ولكن بهذا الشكل من التصميم، ومع وجود الحلقات المعدنية التي تحيط بالأنابيب الملحومة بالنحاس لتقوية هيكلها، كان من الممكن زيادة حجم المحركات في المستقبل إلى أي حجم مطلوب، وهو ما قد يوفر مستويات غير مسبوقة من قوة الدفع.
في ظل هذا التطور الأخير، قدم المحرك الذي بلغت قوة دفعه 120 ألف رطل صورة واضحة لتصميم محركات الصواريخ في أمريكا مستقبلا، وكان هذا المحرك يعتمد على الكحول كوقود، ثم أفسح المجال لاستخدام نموذج أكثر تطورا يستخدم أنواعا من الوقود تحتوي على طاقة أكبر يتم الحصول عليها من الكيروسين. وبمرور الوقت، صار هذا النموذج - الذي كانت قوة دفعه تتزايد - يستخدم في معظم صواريخ الوقود السائل التي تصدرت المشهد في خمسينيات القرن العشرين، بما في ذلك الصاروخ «أطلس» الباليستي العابر للقارات. وصارت هذه المحركات توفر قوة دفع لإطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، بداية من أواخر خمسينيات القرن العشرين وحتى الوقت الحالي. ومن خلال إدخال بعض التحسينات على تصميمه الأساسي، بنى مهندسو طاقم بولاي نموذج «إف-1»، الذي بلغت قوة دفعه 1,5 مليون رطل، واستخدم هذا النموذج في إطلاق الصاروخ «ساتورن 5» الذي كان في بعثة إلى القمر في ستينيات القرن العشرين، حاملا على متنه رواد فضاء إلى القمر.
بحلول عام 1950، صار مختبر الفيزياء الجوية شركة تجارية كبيرة، تضم أكثر من 1600 موظف، وبعدها بأعوام قليلة خرج من عباءة الشركة قسمان تابعان رسميا لشركة «نورث أمريكان»؛ وهما «روكيت داين» و«أوتونتكس». وصار قسم «روكيت داين» الشركة الأولى في بناء محركات الوقود السائل على مستوى أمريكا، متفوقا بذلك على شركة «إيروجت جنرال»، الشركة المنافسة الحقيقية الوحيدة لها؛ في حين صار قسم «أوتونتكس» شركة رائدة في مجال تصميم أنظمة التوجيه. ومن خلال هذين القسمين الداخليين، استفادت شركة «نورث أمريكان» من خبرتها في تصميم الصاروخ «نافاهو» وأضافت عليها لتصير الشركة الرئيسية على مستوى البلاد في مجال بناء الصواريخ والمركبات الفضائية المأهولة.
في عام 1950، كان كل هذا التطوير لا يزال في المستقبل البعيد، وفي تلك الأثناء كان بولاي يحافظ على علاقاته مع العالم الأكاديمي ويوطدها؛ حيث شغل وظيفة أستاذ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، بدوام جزئي. ويتحدث بول كاستنهولتس - أحد الطلاب الذين استعان بهم بولاي ضمن فريقه في عام 1949 - عن ذلك قائلا: «كان شخصا هادئا صريحا، ولم يكن جذابا، لكنه كان مباشرا. كان بيل طويلا ونحيفا ومفعما بالنشاط، وكان المرء حين يراه يشعر بأنه شخص مفعم بالحيوية، على أهبة الاستعداد للانتقال إلى أي مكان.» ويصفه جيم برودستون بأنه «شخص جذاب، وكان يبدو مهندسا حقا في حلته الأنيقة». تستخدم جين بولاي الصفات نفسها التي كان كاستنهولتس يستخدمها في الإشارة إليه: «كان هادئا، ويفكر في الأمور مليا. وكان ودودا للغاية، وكانت مشكلتي الوحيدة معه أنه كان يشرد بعيدا في عالم آخر. وكان لديه حس فكاهي ماكر ذو طابع إنجليزي ضمني.»
ظل بولاي في أعماقه أكاديميا، ومثلما كانت الحال مع فون كارمان، كان يسره كثيرا اجتذاب الأشخاص ذوي الذكاء الحاد الذين لديهم أفكار جديدة ويدعمهم ويرقبهم بينما يتطورون. ويتحدث أخوه، يوجين، عن ذلك قائلا: «جلب بيل إلى نورث أمريكان مجموعة استثنائية من الأشخاص ذوي الموهبة المرتفعة. وكانوا جميعا مثله، يسعون سعيا محموما نحو تحقيق الصدارة في مجالات تخصصهم.»
كان شونسي ستار، الذي صار رائدا على مستوى البلاد في مجال الطاقة الذرية، واحدا منهم. وكان من بينهم أيضا سام هوفمان، الذي بنى محركات صاروخية لبرنامج «أبولو» للهبوط على القمر؛ وديل مايرز، الذي صار مدير الرحلات الفضائية المأهولة في وكالة ناسا؛ وبول كاستنهولتس، الذي صمم المحركات الرئيسية للمكوك الفضائي الذي هبط على سطح القمر؛ وجون آر مور، الذي صار رئيس شركة «أوتونتكس». وكان ثمة آخرون أيضا في مجالات التوجيه والتحكم وديناميكا الهواء ومجالات أخرى.
على الرغم من ذلك، مع تنامي مشروع «نافاهو»، وجد بولاي أنه كثيرا ما يدخل في خلاف مع رئيسه لاري ويت، الذي كان نائب رئيس إحدى الشركات. ويقول توم ديكسون، أحد مديري برنامج الصواريخ لديه: «كان بولاي يميل إلى الأساليب الجامعية، ولم يكن مهتما بنظم الإدارة. وكان لاري ويت شخصا عنيدا؛ إذ كان يختلف مع بيل حول طريقة إدارته للأمور، ولم يستطع بيل الانسجام معه.» ويتحدث لي آتوود، الذي كان رئيس ويت، عن ذكريات مشابهة: «تخرج لاري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكان متمكنا من الناحية الفنية، لكن ما كان ينبغي أن يتولى ذلك المنصب. وفي نهاية المطاف، نقلناه إلى إدارة العقود والتسعير.»
في عام 1951، عندما بلغت خلافاتهما ذروتها، ترك بولاي شركة «نورث أمريكان» ومشروع «نافاهو»، وأقام شركة جديدة وصار مشغولا تماما ببناء الصواريخ الحربية لصالح الجيش، وتوقف عن الانشغال الدائم بأنشطة تطوير محركات الصواريخ.
अज्ञात पृष्ठ