उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
كتبت زوجته، الممثلة تيا فون هاربو، سيناريو الفيلم معتمدة بدرجة كبيرة على كتابات أوبيرت. وقد استعان لانج بأوبيرت نفسه كمستشار فني، ثم أقنعه أوبيرت بأن يتعهد بتمويل عملية بناء صاروخ حقيقي، سيكون في نهاية المطاف بمنزلة دعاية رائعة للفيلم إذا تزامنت تجربة إطلاقه مع اليوم الأول لعرض الفيلم. وبالفعل قدم لانج تمويلا بسيطا إلى أوبيرت؛ مما سمح له بتشكيل فريق فني مبدئي.
كان من أوائل من أجريت معهم مقابلات شخصية للانضمام إلى هذا الفريق؛ رجل حاد الملامح، يرتدي ملابس أنيقة للغاية، وتبدو عليه هيئة عسكرية صارمة، وقال مقدما نفسه: «اسمي رودلف نيبل، مهندس حاصل على دبلومة، وعضو في أقدم جماعة طلابية بافارية، وكنت طيارا حربيا سابقا في الحرب العالمية برتبة ملازم، وأسقطت سبع طائرات للعدو.» في واقع الأمر، كان نيبل حاصلا على مؤهلات هندسية محترمة لكن لم يسبق له قط أن عمل مصمما، وإنما كان يعمل مسئول مبيعات، يبيع رولمان بلي ثم أجهزة إنذار ضد السرقة؛ ومع ذلك، عينه أوبيرت على الفور ضمن الفريق.
حظي فيلم «امرأة في القمر» بتقدير قوي بين صفوف المهتمين بالصواريخ، وعندما انطلق صاروخ دورنبرجر بنجاح عام 1942، كان شعار الفيلم موضوعا عليه، حيث تظهر عليه صورة امرأة شابة تجلس على هلال. وبالإضافة إلى ذلك، قدم لانج العد التنازلي كأداة درامية: «خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد ... أطلق!» لكن الفيلم نفسه لم يحقق نجاحا تجاريا كبيرا، وكان السبب يدعو إلى السخرية؛ إذ قيل إن الفيلم لم يكن مواكبا لروح التكنولوجيا؛ كان فيلما صامتا، وبحلول وقت عرضه في أواخر عام 1929، كانت معظم المدن الألمانية تعرض الأفلام الجديدة الناطقة.
تعثر مشروع الصاروخ أيضا من جراء ذلك. كان المشروع يسعى إلى بناء صاروخ وقود سائل ينطلق إلى ارتفاع خمسة وعشرين ميلا، لكن على الرغم من نجاح نيبل في بناء محركات صغيرة بغرض اختبارها، فإنه لم يبن أي شيء في مقدوره التحليق على أية حال. ومع ذلك، أسفرت الجهود عن بناء أجزاء صغيرة من مشروع صاروخ وقود سائل ، حتى إن كان مشروعا صغيرا. وبعدما انتهى دعم لانج، قرر نيبل مواصلة المشروع وحده.
كان أوبيرت قد ترأس مجموعة من المهتمين بالصواريخ، وهي جمعية رحلات الفضاء، وكان للجمعية مكتب مسجل استطاع نيبل ممارسة العمل من خلاله، لكن كان يعوزه المال الذي يمكنه من تحقيق ما يريد، وبينما كان يبحث عن مصدر تمويل اهتدى إلى الكولونيل كارل بيكر، رئيس هيئة أسلحة الجيش. ومثل توكاشيفسكي، كان بيكر يعرف سلاح مدفعيته، ومثل نظيره السوفييتي، كان بيكر بصدد وضع أفكاره الخاصة حول الصواريخ العسكرية.
داخل هذا السلاح من الضباط البروسيين الضيقي الأفق، الذي ظل متعلقا بأساليبه التقليدية القديمة، تميز بيكر من خلال رغبته في التحرك في اتجاهات جديدة. كان بيكر يحمل درجة الدكتوراه في الهندسة، وكان أستاذه كارل كرانتس قد ألف كتاب ألمانيا الرائد حول الصواريخ الباليستية، وكان بيكر قد شارك بنفسه في مراجعة نسخة الكتاب التي صدرت عام 1926، مضيفا قسما مطولا عن الصواريخ، تضمن مناقشة حول صواريخ الوقود السائل. وبينما كانت المدفعية هي السلاح الأساسي في الحرب العالمية الأولى، تصور بيكر أن تلعب الصواريخ دورا كبيرا في الحرب القادمة. وعلى غرار زملائه الضباط، كان بيكر ينتظر الحرب القادمة بلهفة.
وضعت معاهدة فرساي، التي كانت قد أنهت الصراع الأخير، قيودا صارمة على حجم الجيش الألماني وعلى أسلحته؛ فقد حظرت هذه المعاهدة على ألمانيا تطوير أسلحة مدفعية ثقيلة - وهو تخصص بيكر - أو إنتاج غازات سامة، لكنها لم تضع أي قيود على إجراء أبحاث حول تطوير الصواريخ، وهو ما رأى فيه بيكر ثغرة يستطيع استغلالها؛ فربما تقدم الصواريخ الحربية نوعا جديدا من أسلحة المدفعية، وربما يمكنها أيضا إطلاق غازات سامة.
كان بيكر يدرك جيدا أن الجيش في حاجة إلى توخي الحذر أكثر من حاجته إلى استغلال الثغرات، وكان قادة الجيش ينظرون إلى معاهدة فرساي بازدراء بالغ، مخالفين إياها سرا متى استطاعوا، حيث كانوا على استعداد كبير لإعادة التسلح. وكانت لدى شركة «كروب»، وهي أكبر شركة سلاح في ألمانيا، تصميمات للجيل التالي من الدبابات؛ ومع ذلك، كانت أبسط قواعد الحذر تقتضي من قادة الجيش بحث عمليات التسلح القانونية وغير القانونية على حد سواء. وفي عام 1929، فوض وزير الدفاع بيكر لبدء برنامج صغير لدراسة الصواريخ، وكان التركيز الأساسي للبرنامج يتضمن إنتاج أنواع من البارود التجاري. وبالإضافة إلى ذلك، أصدر وزير الدفاع توجيها إلى نائبه، النقيب رتر فون هورستيج، كي يبحث جيدا إمكانية استخدام صواريخ الوقود السائل الجديدة.
بعد لقاء نيبل وبيكر، قدمت إدارة الأسلحة الحربية تمويلا صغيرا بمبلغ 5000 مارك ألماني، وهو ما يعادل 2000 دولار أمريكي تقريبا. وكان نيبل في حاجة إلى مكان لإجراء اختبارات الصواريخ، وعثر على مخزن ذخيرة مهجور قرب برلين، وكان جزء منه سبخا، لكن كانت له جدران وسواتر قوية بما يكفي لتحمل انفجار صاروخي. وكانت أبنية المخزن مملوكة للجيش، إلا أن نيبل استطاع بمساعدة مكتب بيكر اتخاذ التدابير اللازمة لتأجير الأبنية التي كان يحتاجها، مقابل عشرة ماركات فقط سنويا، وأطلق على المنطقة «راكتنفلوجبلاتس» (أي مطار الصواريخ)، وأعلن افتتاحها في سبتمبر 1930.
لكن سرعان ما وجد بيكر أن نيبل غريب الأطوار أكثر مما يطيق، وكان بيكر يكره ميل نيبل إلى الاستعراض، بينما كان ولع نيبل البالغ بكتابة المقالات الإخبارية المثيرة يتعارض بشدة مع إصرار بيكر على السرية التامة؛ ومن ثم، وجد نيبل نفسه محروما من تلقي تمويل إضافي من الجيش، في وقت كان يحتاج فيه إلى المعدات والفنيين المهرة. على الرغم من ذلك، كان نيبل يعرف كيف يعيش معتمدا على مهاراته، واستطاع أن يوظف موهبته كمسئول مبيعات في الحصول على الأمرين معا: العتاد والفنيين المهرة. على الرغم من كل شيء، كان نيبل يصنع ما من شأنه أن يحيل فكرة فيلم «امرأة في القمر» إلى حقيقة.
अज्ञात पृष्ठ