उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
في عام 1923، دون أوبيرت أفكاره وأعماله في كتاب بعنوان «الصاروخ في عالم الفضاء بين الكواكب»، ونشره غالبا على نفقته الخاصة، ولم يكن الكتاب يزيد عن كتيب ورقي يضم أقل من مائة صفحة، لكن سرعان ما بدأ في جذب الانتباه الذي كان أوبيرت ينشده. وكانت موسكو من بين الأماكن التي حظي فيها هذا الكتاب بالاهتمام؛ حيث كان البعض على دراية بأن مواطنا روسيا يدعى قسطنطين تسيولكوفسكي يروج لأفكار مماثلة.
كان تسيولكوفسكي مدرس رياضيات في أحد الأقاليم مثل أوبيرت، وكان يعمل في مدينة كالوجا، على مسافة مائة ميل من العاصمة. ولد تسيولكوفسكي عام 1857، وتولد لديه اهتمام قوي ومبكر بعلم الفلك، ثم حاول لاحقا اختراع سفينة جوية، واتبع في ذلك مسارا بحثيا قاده إلى بناء أول نفق هوائي روسي. وبعد عام 1895، جمع بين مجالي الاهتمام هذين وشرع في تصميم مركبة فضائية.
كان تسيولكوفسكي على دراية جيدة بعلم الفيزياء، وهو ما أتاح له تقديم أعمال تتسم بالمصداقية. قرر تسيولكوفسكي أن هذه المركبة ستحتاج إلى دفع صاروخي؛ فكتب عن استخدام أنواع وقود مشابهة للكيروسين، لكنه اكتشف إمكانية الحصول على أداء أفضل من خلال استخدام الأكسجين والهيدروجين السائلين. وكانت هذه خطوة جريئة حقا؛ فقد كان السير جيمس ديور البريطاني لا يزال بصدد تحضير العينات الأولى من الهيدروجين السائل على مستوى العالم، ولم يكن من الممكن إطلاق أي صاروخ باستخدام هذا الوقود الدفعي إلا بعد عام 1960. وعلى الرغم من ذلك، كانت أبحاث تسيولكوفسكي تشير بوضوح إلى إمكانية تنفيذ هذا الأمر إلى حد كبير.
شرع تسيولكوفسكي بعد ذلك في نشر نتائجه تلك، وبينما كان يعمل على بناء هذه السفينة الجوية، تلقى دعما قيما من ديمتري مندلييف، مكتشف الجدول الدوري في الكيمياء، بيد أن ذلك لم يساعده كثيرا في تجاربه؛ ففي عام 1898 أرسل بحثه إلى مجلة مهنية، هي «ساينس سيرفاي»، وظل محرر المجلة محتفظا بالبحث لمدة خمس سنوات قبل أن يقرر نشره. ولم يحظ البحث بالاهتمام الكافي، ولم تكن قاعدة قراء المجلة كبيرة، حتى داخل روسيا نفسها. واصل تسيولكوفسكي أبحاثه غير عابئ بذلك، وقبل اندلاع الحرب العالمية الأولى بفترة قصيرة نشر بحثين آخرين في مجلة تحظى بجمهور أوسع من القراء، وحاز هذان البحثان اهتمام واحد من كبار الكتاب في المجال العلمي في روسيا، وهو ياكوف بيرلمان؛ وقد ساهم بيرلمان في التعريف بتسيولكوفسكي داخل روسيا على الأقل.
ظهر بعد ذلك كتاب أوبيرت في عام 1923، وشرع المسئولون في الحكومة البلشفية الجديدة، في غمرة حماسهم لإعلان ريادة بلادهم، في نفض الغبار عن ورقة تسيولكوفسكي البحثية المنشورة عام 1898، وأعادوا نشرها مع عبارة رثاء تقول: «هل علينا دوما أن نحصل من الأجانب على الأفكار التي ولدت في حدود بلادنا الشاسعة ثم ماتت وحيدة من جراء الإهمال؟» بالتأكيد لن يصبح عمله مهملا بعد الآن؛ إذ سرعان ما تشكلت جمعيات معنية بالصواريخ داخل موسكو وفي مدن أخرى.
قاد هذا المجال فريدريك تساندر، وهو مهندس لاتيفي وكان من أوائل المتحمسين لأعمال تسيولكوفسكي. وفي عام 1924، بدأ تساندر برنامجا من المحاضرات العامة حول رحلات الفضاء، سرعان ما أدى إلى تشكيل ناد لعلم الفضائيات، وهو جمعية دراسة الاتصال بين الكواكب. (كانت كلمة «علم الفضائيات»
astronautics
مشتقة من اللغة الفرنسية، ثم صارت جزءا من اللغة الإنجليزية في عام 1930.) وتبين أن جمعية تساندر لم تكن أكثر من لفيف من المتحمسين، إلا أن تشكيلا لاحقا، وهو قسم الاتصال بين الكواكب التابع لجمعية المخترعين، ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال رعاية معرض عام في موسكو خلال عام 1927. وكان هذا المعرض بمنزلة نسخة مبكرة من معرض ستار تريك؛ حيث كان يعرض أعمال جول فيرن وإتش جي ويلز بدلا من جين رودنبري، لكنه ساعد في الترويج لهذا المجال الجديد ونشر فكرته.
انضم بعد ذلك إلى مجموعة الهواة المتحمسين هذه سيرجي كوروليف، الذي ولد في أوكرانيا، وكان الطيران قد أسر لبه منذ الصغر؛ فوجد فيه غاية وهدفا جعلاه ينحو في حياته منحى كئيبا ومنعزلا غالبا. تزوجت أمه زواجا تقليديا بينما كانت لا تزال في مرحلة المراهقة، ولم يدم الزواج طويلا؛ إذ انفصلت قبل أن تبلغ عشرين عاما، وأرسلت طفلها ليعيش مع والديها، ولم تستعده إلا عندما تزوجت مرة أخرى. ومات والد سيرجي بينما كان لا يزال في ريعان شبابه، وكان محظوظا أن تبناه زوج أمه الجديد بوصفه ابن زوجته.
عند التحاقه بالمدرسة الثانوية في أوديسا، انضم إلى نادي طيران محلي، وكان يشارك بحماس في أنشطة النادي، حيث صمم طائرة شراعية تمكنت من التحليق بنجاح. وتعلم الرياضيات وعلم الفضائيات بنفسه دون أن يستعين بمعلم، لكنه لم يستطع الالتحاق بالجامعة؛ وبدلا من ذلك، انخرط في صناعات البناء. وعندما نجح في الالتحاق بالجامعة فيما بعد، قرر أن يكون ذلك في كييف، على الرغم من أنه كان يعلم أن موسكو تقدم فرصا أكثر بكثير، لكنه وجد فرصته عام 1926، وكان في التاسعة عشرة من عمره، عندما انتقلت أمه وزوجها إلى موسكو. رحل كوروليف عن كييف ليلحق بهما، ونجح في الالتحاق بمعهد من أهم المعاهد في البلاد، وهو معهد بومان الفني العالي في موسكو؛ وهناك أطلق العنان لكامل قدراته.
अज्ञात पृष्ठ