218

उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

शैलियों

في الوقت الحالي ، تنشأ مخاطر أخرى من طبيعة الشراكة نفسها، حيث تراهن ناسا بكثير من مستقبلها على التعاون مع حكومة مرتعشة واقتصاد غير مستقر. ربما يتحدى نظام قومي الغرب من خلال سياسات عدائية مجددا، مع استنكار الاتفاق مع ناسا باعتباره خيانة لمصالح البلاد. ربما تتذرع حكومة صديقة وداعمة بفقرها وتنكث التزاماتها المالية. إذا حدث ذلك، فربما ينتهي المطاف بمشروع المحطة الفضائية المشترك إلى ما لا يزيد عن شمعة أمل وسط أعاصير الحماقة الإنسانية.

ثمة موطن ضعف آخر ينشأ عن التركيز على الرحلات الفضائية المأهولة، الذي لا يزال شأنا من اختصاص الحكومات، ولم يصبح بعد اتجاها قائما بذاته. اعتمد علماء الأرصاد ومديرو الاتصالات، على سبيل المثال لا الحصر، طويلا على المركبات الفضائية غير المأهولة. لا يوجد مجتمع يدعم البعثات المأهولة، والسبب بسيط، وهو أن تكلفة البعثات المأهولة تتجاوز كثيرا الفائدة المحدودة التي يمكن أن توفرها للمستخدمين.

يستطيع المرء أن يدرك هذا من خلال المسألة الأساسية المتمثلة في إطلاق رحلات إلى مدارات فضائية. يتطلب المكوك الفضائي 1,2 مليون إجراء منفصل حتى يصبح جاهزا للإطلاق. لتنفيذ عمليات الإطلاق، اعتمدت ناسا على 2800 موظف لديها، فضلا عن 19700 آخرين من الشركات المتعاقدة، بدءا من عام 1995. كان هذا العدد مساويا لعدد الأفراد الذين تطلبتهم عملية إطلاق إحدى مركبات «أبولو» القمرية قبل ربع قرن، والذين كان عددهم 20 ألف شخص. في وقت مبكر في عام 1996، ذكرت مجلة «أفياشن ويك آند سبيس تكنولوجي» أن تكلفة إطلاق مكوك فضائي هي 550 مليون دولار أمريكي؛ وكان هذا يتعارض مع التكلفة المذكورة للصواريخ القابلة للاستخدام مرة واحدة ذات القدرة المماثلة، والتي بلغت 110 ملايين دولار أمريكي للصاروخ «آريان 5»، و60 مليون دولار أمريكي للصاروخ «بروتون».

المحطات الفضائية في تسعينيات القرن العشرين: في الأعلى، محطة «مير» الفضائية في عام 1996. في الوسط، المحطة الفضائية الدولية المقترحة. في الأسفل، محطة «مير» الفضائية بنفس حجم المحطة الفضائية الدولية (دان جوتييه).

هذا التباين بنسبة عشرة إلى واحد سيستمر على الأرجح، والسبب أنه على الرغم من إمكانية إطلاق مركبة فضائية في إحدى بعثات المكوك الفضائي، فإن الهدف الرئيسي لذلك لا يكون نقل حمولة إلى مدار فضائي، بل إعادة الطاقم بسلام. على أي حال، يتضح من تجربة «تشالنجر» أن فقدان رواد الفضاء يمكن أن يؤدي إلى حالة من الحداد الوطني، مع هز الوكالة من أساسها.

على الرغم من هذا كله، تمثل المحطة الفضائية حاليا إنجازا مهما. للمرة الأولى منذ «أبولو»، تقترح ناسا بناء مستقبلها مستندة إلى ما هو أكثر من التحايل على البلاد بمشروع مخادع. بهذا المفهوم أيضا، تعود الوكالة إلى ستينيات القرن العشرين، بينما تواصل رحلاتها المأهولة لقيمتها السياسية في المقام الأول. يعد هذا الجهد المشترك بأن يؤكد على نحو واضح ومثير أن أفضل فرص روسيا ربما تكمن في الشراكات مع الغرب، وأن أوروبا والولايات المتحدة تقدران وتعجبان بالأعمال المنفذة في صناعاتها وعلى أيدي مهندسيها، وأن عصر المواجهة يمكن أن يفسح المجال حقا لعصر من التعاون.

بالنظر إلى هذا القرن المؤسف، يلمس المرء تعارضا صارخا بين الآمال المثالية للثوريين الذين التفوا حول لينين والإنجازات المحدودة التي زعموا هم وأتباعهم اللاحقون تحقيقها. هزموا النازيين، متحملين وطأة المعركة. أسسوا نظاما مثيرا للإعجاب في مجال التعليم العام، وهو نظام لا يزال يتفوق على نظام الولايات المتحدة في جوانب مهمة. كانوا أوائل من سافروا إلى الفضاء. لكن، بالكاد ما كانت هناك إنجازات أخرى خلاف هذه الإنجازات الثلاثة؛ فقد تراوحت حالات فشلهم ما بين إرهاب ستالين من خلال قمع الحرية من جهة والفقر المدقع والمستويات المتدنية لأحوال الصحة العامة من جهة أخرى. وفي النهاية، غدت روسيا أمة في مصاف العالم الثالث، وإن كانت تمتلك أسلحة العالم الأول. مع ذلك ، لا يزال برنامجهم الفضائي يلقى استحسان شعبها ومصدر فخر له. إذا كانت روسيا في النهاية ستمضي في طريقها بصرف النظر عما تفعله أمريكا، فربما لا يزال يحدونا الأمل حاليا في أن تعلن شراكة روسيا مع ناسا عن عصر جديد، يشير إلى قرن جديد سيكون أقل دموية وأكثر سلاما بكثير من القرن المنصرم.

كيف إذن يمكن فهم هذا التناقض الأساسي للرحلات الفضائية المأهولة؟ ماذا يمكن أن نقول عن التعارض بين ارتفاع تكاليفها وانعدام جدواها تقريبا، وعظم قيمتها السياسية فعليا؟ البداية يمكن أن تكون ملاحظة أن الطيران، وهو وثيق الصلة برحلات الفضاء، كان ولا يزال يحمل أهمية سياسية مشابهة. تجني دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية التي تستخدم «بوينج 747» فوائد النقل الجوي الفعال، وتتمتع هذه الدول أيضا برموز حداثية قوية، وبقدرة حكوماتها على شراء الأحدث والأفضل.

تقدم الطائرة «بوينج 747» قيمة وفائدة حقيقيتين فضلا عن دلالتها الرمزية، ومن ثم تتفادى هذا التعارض. لكن، يظهر التعارض في صورته الكاملة في طائرة تجارية مختلفة، وهي الكونكورد. جودتها لا تقبل الجدال؛ تلخص صورة لهذه الطائرة وهي تمر ببرج إيفل قرنا من الريادة الفنية الفرنسية. مع ذلك، لا يوجد سوى عدد محدود من طائرات الكونكورد في الخدمة، وهذا لسبب بسيط، ألا وهو تكلفتها المرتفعة. تبلغ أجرة السفر في رحلة ذهاب فقط على الخطوط الجوية البريطانية من نيويورك إلى لندن 4509 دولارات أمريكية، وتبلغ تكلفة رحلة الذهاب والعودة بأجرة مخفضة 7574 دولارا أمريكيا؛ وبناء عليه، تخدم هذه الطائرة عملاء من الصفوة بعيدين مثل رواد الفضاء.

يستدعي تاريخ الكونكورد أيضا تاريخ الرحلات الفضائية المأهولة؛ حيث إنها تطورت أيضا كمشروع خاص بالحكومات، وعانت بشدة من وطأة القلق على المكانة القومية. مثلما ذكرنا من قبل، كان راعي الطائرة شارل ديجول قد انزعج حيال ما سماه «استعمار أمريكا للسماوات»، وهو هيمنة تجارية جعلت مصممي طائرات أوروبا عاجزين عن المنافسة. لم تواجه الكونكورد الاختبارات الاقتصادية القياسية التي أجرتها شركات مثل «بوينج» عند دراسة مشروعات جديدة. كان ديجول ونظيره البريطاني، رئيس الوزراء هارولد ماكميلان، يستخدمان صناعات الطائرات في دولتيهما كأذرع للدولة، وكانوا يغطون خسائرهم من خلال الدعم.

अज्ञात पृष्ठ