उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
وصل أول قمر صناعي من هذا النوع إلى مدار فضائي في عام 1977، وبحلول عام 1983 توفر عدد كاف من الأقمار الصناعية لإجراء تجارب مبدئية. في ذلك العام، ضلت طائرة «بوينج 747» من خطوط الطيران الكورية طريقها في المجال الجوي السوفييتي فوق جزيرة سخالين، وهي منطقة عسكرية حساسة، وأسقطت الطائرة. ربما كان نظام ملاحي أفضل ليحول دون ذلك، وأمر الرئيس ريجان القوات الجوية بتوفير إشارات نظام تحديد المواقع العالمي للاستخدام على المستوى الدولي. دخلت مجموعة الأقمار الصناعية، البالغ عددها أربعة وعشرين قمرا، الخدمة في مارس 1994، وبعدها بعامين تقريبا، دخل الخدمة قمر صناعي روسي مناظر، هو «جلوناس».
إن أجهزة الاستقبال الخاصة بنظام تحديد المواقع العالمي بسيطة حقا؛ تبيع شركة «ماجلين سيستمز» هذه الأجهزة مقابل 199 دولارا أمريكيا، وهو ما يجعلها في متناول سائقي القوارب الذين يبحثون عن طريق عودتهم إلى موانئ يغلفها الضباب، وشركات الشحن التي تريد تتبع مواقع مركباتها؛ إذ يسمح نموذج مختلف من أجهزة الاستقبال بإجراء اتصال هاتفي برقم الطوارئ 911 لتحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية. ستجد هذه الأجهزة مشترين بين قائدي المركبات على الطرق السريعة ممن يخشون تعطل مركباتهم في منطقة نائية. ثمة نماذج أكثر تعقيدا تتضمن الخرائط المرسومة بواسطة الكمبيوتر أو ما يعرف بالخرائط المحوسبة. عند تركيب هذه الأجهزة في السيارات المعروضة للإيجار، فإنها لا تظهر الموقع فحسب، بل توجه قادة المركبات إلى وجهاتهم داخل المدن غير المألوفة بالنسبة إليهم.
يستفيد أيضا الطيران التجاري من ذلك؛ يعتمد الطيران التجاري على مجموعات واسعة من أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية الأرضية المستخدمة في الملاحة، فضلا عن جهاز الهبوط الآلي، الذي يوجه الطائرات لإجراء عمليات هبوط اضطراري بسبب سوء الأحوال الجوية إلى أكثر من ألف مطار . أثبتت الأجهزة قيمتها على مدار عقود من الاستخدام الروتيني، ويستشعر المرء هذه الفترة الطويلة بإعادة قراءة رواية إرنست كيه جان الأكثر مبيعا لعام 1953، «السامي والقوي». كان على متن الطائرة التي ظهرت في الرواية، وهي طائرة طراز «دي سي-4»، عشرون شخصا، يحاولون جاهدين الانتقال من هونولولو إلى سان فرانسيسكو بعد فقدان محرك ذو مكبس. استرشد قائد الطائرة بالنجوم، مثلما كان يحدث في أيام الكابتن كوك. اقترب قائد الطائرة من المطار بمساعدة جهاز لاسلكي قديم كان يستخدم بلا شك خلال عصر الطائرات الثنائية السطح، لكن خلال عملية الاقتراب الأخيرة، أجرى طاقم الطائرة هبوطا آليا بالاعتماد على جهاز الهبوط الآلي.
مع ذلك، تنطوي هذه الأجهزة على مواضع قصور. لا تتبع الطائرات أقصر المسارات على طول رحلاتها، لكنها تنطلق بدلا من ذلك من محطة ملاحية إلى أخرى بطريقة توصيل النقاط. في المسارات الطويلة فوق المحيطات، تتراجع غالبا الدقة الملاحية، وتتفادى الطائرات حدوث تصادمات بالطيران على مسافة مائة ميل بعيدا عن بعضها البعض. وعندما تسوء الأحوال الجوية، تحد معظم المطارات أيضا من أنشطتها، حيث تحصر عمليات الهبوط في ممر طائرات واحد مزود بجهاز هبوط آلي. بالإضافة إلى ذلك، يسمح جهاز الهبوط الآلي بالاقتراب المباشر فقط، ولا يسمح للطائرات بالدوران أو المناورة أثناء الهبوط، وهو ما يقيد كثيرا أنماط حركة الملاحة الجوية المسموح بها، من خلال السماح بتحليق الطائرات في خطوط مستقيمة فقط، كما يقلل الطاقة الاستيعابية للمطارات في المدن الكبرى ذات المطارات المتعددة. توجد في نيويورك، على سبيل المثال، مطارات عالمية، لكن عندما يسوء الطقس، لا يستطيع مطار لاجوارديا التعامل إلا مع أربع وعشرين عملية هبوط أو إقلاع فقط كل ساعة، مقارنة بثمانين عملية هبوط وإقلاع في الأيام الجيدة الطقس.
يتضمن نظام تحديد المواقع العالمي حاليا إمكانية نظام موحد يسمى الطيران الحر، وهو نظام يتجاوز أوجه القصور هذه. بدلا من الاعتماد على أجهزة الإرسال والاستقبال الأرضية، يستخدم قادة الطائرات أجهزة الاستقبال المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي وكذلك أجهزة الكمبيوتر على متن الطائرة؛ مما يسمح لهم بالتحليق في مسارات مفضلة توفر في استهلاك الوقود. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع هيئة الطيران الفيدرالية أن تتخلى عن كثير من أجهزتها اللاسلكية التقليدية خلال الخمس عشرة سنة القادمة. قررت الهيئة أيضا أن الأجهزة المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي ستحل بمرور الوقت محل جهاز الهبوط الآلي، ووضعت بالفعل قواعد رسمية تستطيع طواقم الرحلات بموجبها استخدام الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي في إجراء عمليات هبوط آلي.
في ظل نظام تحديد المواقع العالمي وإصلاحات جولدن التي تشير إلى توجهات جديدة في أنشطة الفضاء غير المأهولة، كان المكوك الفضائي أيضا يحقق نجاحات جديدة، حيث استطاع في نهاية المطاف أن يقدم إسهاما ممتازا في المجال العلمي؛ تحقق هذا من خلال إطلاق بعثة لإصلاح مرصد هابل أثناء تحليقه في مدار فضائي. كان المرصد قد صمم بما يسمح بإجراء أعمال الخدمة والصيانة في الفضاء، وفي ديسمبر 1993، التحمت «إنديفور» به والتقطته عن طريق ذراع موجه طويل. استبدل أفراد طاقم الطيران مجموعة متذبذبة من بوصلات التوجيه الجيروسكوبية، ووضعوا ألواحا شمسية جديدة، ووضعوا معدات داخلية جديدة تضمنت مرايا صغيرة، شكلت حتى بلغت منتهى الدقة. كانت المرايا تستخدم كنظارات، تصحح رؤية هابل المعيبة.
نتيجة لذلك، تمكن مرصد هابل من التقاط مجموعة هائلة من الصور الجديدة التي أثارت أسئلة محيرة. كان من بين البعثات الرئيسية بعثة تتضمن إجراء عمليات رصد قد يتحدد من خلالها عمر الكون. في واقع الأمر، سمي المرصد على اسم إدوين هابل، وهو أول عالم فلك يحاول تحديد عمر الكون. حصل عالم الفلك ويندي فريدمان، الذي يعمل بالقرب من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، على صور جديدة واضحة من هذا المرصد واكتشف مفارقة محيرة، ألا وهي أن الكون يبدو أقل عمرا من النجوم التي يحتويها.
كان هذا تطبيقا للعلم في أحسن صوره؛ حيث أثار الأمر إشكاليات عويصة حول أسس الفيزياء الفلكية. لم يكن الأمر مسألة بسيطة تتعلق بالتجارب الروتينية والنتائج المحسنة على نحو طفيف؛ بدلا من ذلك، وضع مرصد هابل الأساليب الرئيسية في علم الفلك موضع تساؤل، مشككا فيما يعرفه العلماء حقيقة، وفي طريقة زعمهم لتلك المعرفة. مع ذلك، جاء هذا المرصد في صدارة الأعمال الموجهة إلى حل هذه المفارقة، من خلال تحديد العمر التقديري للكون على نحو أكثر دقة.
في ظل ما ظفر به المكوك الفضائي من مؤيدين جدد بإنقاذه مرصد هابل، كانت المحطة الفضائية في طريقها للثبات بسهولة عند مستوى إنفاق يقترب من ملياري دولار أمريكي سنويا . في عام 1984، دعا ريجان إلى إكمالها «في غضون عقد»، وبعدها بتسع سنوات، مع تولي الرئيس كلينتون مهام منصبه، كان البرنامج قد تلقى أكثر من 9,8 مليارات دولار أمريكي على سبيل الاعتمادات المالية. لكن، في خضم عمليات إعادة التصميم المتكررة، لم تكن المحطة الفضائية أكثر من نموذج تصميمي على الورق. كان من المنتظر أن تصبح المحطة الفضائية المشروع الحكومي الأهم؛ حيث أنفقت مليارات الدولارات سنويا دون أي بادرة على اقتراب النهاية، بينما وفرت ما لا يزيد عن كونه وظائف مدعومة.
لم يرق الأمر لجولدن؛ إذ أشار إلى المحطة بوصفها «برنامج استحقاق مدته ثلاثون عاما». لم يلق الأمر قبولا كذلك لدى كلينتون؛ ففي وقت مبكر من عام 1993، أصدر توجيها إلى جولدن بأن ينحي جانبا خطة الثلاثين مليار دولار الحالية، وأن يقدم تصميما جديدا آخر؛ وهو ما أدى إلى خفض التكلفة إلى ما يصل إلى 50 في المائة. كانت المحطة الفضائية الناتجة في التصميمات تشبه منطادا من الرصاص. وفي يونيو، أوصى مجلس النواب خلال عملية تصويت واحدة بإلغاء برنامج المحطة الفضائية، التي لم يكن قد مضى على شهرتها سوى خمس عشرة دقيقة فقط. مع ذلك، أدرك جولدن أنه لا يزال في مقدوره الحصول على المحطة الكبيرة التي كان جميع عملاء ناسا يريدونها، بالتعاون مع روسيا.
अज्ञात पृष्ठ