उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
بناء على ذلك، تحول مرصد هابل إلى مشروع قائم بذاته؛ لكن، بينما كانت القوات الجوية ووكالة الاستخبارات المركزية قد اعتمدتا على خبرتيهما الممتدة لبناء أقمار صناعية استطلاعية، واصلت ناسا مشروع هابل بالعودة إلى الإدارة الموجهة نحو النجاح في برنامج المكوك الفضائي. انتهجت الوكالة هذا النهج؛ لأنها كانت تسعى مجددا نحو تنفيذ مشروعات أكثر مما تتيح لها ميزانيتها. لم تكن ناسا قد بنت مركبة فضائية قط مثل «هابل»، ونظرا لافتقارها إلى تلك الخبرة فقد تكبدت تأجيلات وتجاوزات في التكاليف؛ ومن ثم، واجه مديرو المشروع ضغوطا شديدة، حتى إنهم لم يحكموا السيطرة على الموقف مما أدى إلى تفاقمه. فقد استهجنوا مقترحات إجراء اختبارات إضافية؛ لأنه أمر يتطلب مزيدا من الأموال، ولم يكن لدى المشروع ما يمكنه الاستغناء عنه.
أدى هذا إلى خطأ كبير في تشكيل المرآة الرئيسية لهابل. كانت الشركة المتعاقدة، وهي شركة «بركين إلمر»، قد صنعت مرايا كثيرة من هذا النوع لصالح وكالة الاستخبارات المركزية. أثناء العمل على مرآة «هابل»، كان الاختصاصيون لدى الشركة يعتمدون على جهاز بصري شديد الحساسية، وهو عبارة عن «مصحح عاكس»، يستطيع تمييز أدق الانحرافات عن الانكسار المناسب. للأسف، لم يجر التحقق من دقة المصحح العاكس، الذي كان مقدار الخطأ فيه 1,3 مليمتر، وهو ما كان أكثر من كاف لإفساد النتيجة النهائية. استعين بأدوات اختبار أخرى كانت متوافرة، وأشارت تلك الأدوات في حقيقة الأمر إلى أن المرآة لم يتم تشكيلها على النحو الصحيح، بيد أن العاملين تجاهلوا تلك النتائج. على أي حال، تعارضت تلك النتائج مع نتائج المصحح العاكس، الذي كان محل ثقة العاملين، كذلك لم تستفد ناسا من عرض القوات الجوية لاختبار المرصد الكامل في مختبرها البصري.
ظل موضع القصور غير مكتشف حتى أصبحت المرآة جزءا من مرصد هابل الكامل، وهو مركبة قيمتها 1,5 مليار دولار أمريكي هلل لها علماء الفلك بوصفها أول مرصد على مستوى العالم. حمل المكوك الفضائي «ديسكفري» المرصد إلى مدار فضائي في أبريل 1990، وعندئذ فقط أجريت - في الفضاء - اختبارات بصرية على المرصد كنظام متكامل؛ كشفت هذه الاختبارات على الفور عن الشكل المعيب للمرصد، وهو ما جعل «هابل» قريب المنظور قليلا؛ مما أدى إلى قلة وضوح الصور الملتقطة. ساد الحزن ناسا، حيث إنها ارتكبت مجددا خطأ بمليار دولار أمريكي.
لم يكن المرصد معدوم الجدوى، حيث سمحت معالجة الصور باستخدام الكمبيوتر بزيادة وضوح الصور في عدد من الحالات. لكن، كانت ناسا لا تزال تعتمد في استمراريتها على العلاقات العامة، وقد أدى هذا الخطأ الأخير إلى دعاية سلبية مثلما حدث في مشهد افتتاحي في الفيلم الكوميدي «نايكد جن » («البندقية العارية »). صور المشهد ردهة مظلمة وكئيبة معلقة على جدرانها صور كوارث، مثل هيندنبورج وتايتانك ومرصد هابل الفضائي.
قدم برنامج استكشاف الكواكب مثالا آخر لمواضع الخلل والقصور داخل وكالة ناسا. في أعقاب النجاحات التي تحققت في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ضاعفت ناسا نشاطها بينما أعطت المكوك الفضائي والمحطة الفضائية أولوية أكبر. على مدى أكثر من عشر سنوات، من عام 1978 إلى عام 1989، لم ترسل البلاد ولو بعثة جديدة واحدة إلى أي من الكواكب.
شهد ذلك العقد كثيرا من العمل على الأرض بهدف بناء ثلاث مركبات سبر جرت الموافقة عليها، وهي «جاليليو» للمشتري و«راصد المريخ» و«ماجلان»، لرسم خريطة للزهرة باستخدام الرادار. لكن، أظهرت هذه المركبات الفضائية مجددا ميل الوكالة إلى وضع جهود كثيرة للغاية في عدد قليل للغاية من المشروعات. أبلت «ماجلان» بلاء رائعا؛ حيث أرسلت خرائط تنافس صور القمر والمريخ. لكن جهود «جاليليو» تعرقلت بسبب تعطل الهوائي الرئيسي لها؛ وهو ما أدى إلى انخفاض معدل بياناتها وتراجع مردودها العلمي بشدة. كان أداء مركبة «راصد المريخ» التي بلغت تكلفتها مليار دولار أمريكي أسوأ بكثير؛ فقد وصلت إلى المريخ في أغسطس 1993، وتلقت أوامر بإطلاق صاروخ ارتكاسي كابح وبدخول مدار، ثم اختفت دون أن تخلف لها أثرا. ألقت لجنة فحص باللائمة على وجود تصدع على متن المركبة، ربما أدى إلى دوران المركبة بسرعة جنونية؛ مما جعلها عاجزة عن توجيه الهوائي الموجود بها صوب الأرض.
كان هذا الأسلوب في وضع البيض كله في سلة واحدة يتعارض على نحو لافت مع الأسلوب المتبع من قبل الوكالة في ستينيات القرن العشرين. كان أسلوب الستينيات يركز على الرحلات المتكررة، وهي عادة رحلات مزدوجة للحماية من فشل رحلات الإطلاق الأحادية. كانت مركبة «مارينر» الفضائية في تلك الفترة تزن بين خمسمائة رطل وألف رطل، بينما اقتربت «جاليليو» و«ماجلان» - على النقيض من ذلك - من أربعة أطنان، وكانتا أكثر قدرة بكثير. لكن، في ظل قلة عدد البعثات المحتمل، دفعت اتجاهات قوية كلا منهما نحو تكلفة أكبر وتأجيلات أطول.
مثلما أشار أحد العلماء، فإن أي بعثة معينة «كانت تبدو كما لو أنها الحافلة الوحيدة المغادرة للمدينة؛ لذا كان المرء يريد أن يضع كل شيء فيها». كان الجميع يرغب في زيادة المردود العلمي بإضافة معدات جديدة أو أفضل، على الرغم من أن ناسا لم تستطع دوما التعامل مع تبعات ذلك؛ وهكذا خرجت الأمور عن نطاق السيطرة في مركبة «راصد المريخ»؛ حيث أشار رئيس لجنة الفحص المعنية إلى الإهمال وسوء الإدارة، وقال بصراحة شديدة إن «مركبة راصد المريخ إذا أطلقت ولم يحدث شيء مختلف، فثمة احتمال كبير أن تفقد المركبة مجددا».
عندما جاء جولدن إلى ناسا، وجد مشروعا عملاقا آخر في جدول أعمال الوكالة، وهو مشروع «كاسيني»، الذي كان عبارة عن مركبة مدارية لاستكشاف كوكب زحل على غرار «جاليليو»، كان من المقرر إطلاقها في عام 1997. وصفها جولدن بأنها «سفينة جلاكتيكا حربية» محملة بحمولة زائدة. كان قد قطع شوط كبير في المشروع بما يحول دون إلغائه، لكنه كان يمثل عقلية مؤسسية أراد أن يغيرها، حيث صرح قائلا إن «الوقت قد حان لبدء ثورة ثقافية وتقديم ناسا بصورة جديدة». وفي إطار دعوته إلى بعثات «أصغر، وأرخص، وأسرع، وأفضل»، تعهد ب «تغيير الثقافة» داخل الوكالة، محولا إياها من بيروقراطية عقيمة إلى مجموعة من المبتكرين المغامرين.
منحه برنامج قائم، وهو نظام رصد الأرض، فرصة مبكرة لاتباع هذا الأسلوب. كان هذا الأسلوب قد انبثق عن خطة لناسا للفوز بدعم المحطة الفضائية في المجتمع العلمي، عن طريق بناء أقمار صناعية غير مأهولة وكبيرة، لدراسة بيئة الأرض وغلافها الجوي ودفع مقابلها من ميزانية المحطة الفضائية. عندما حصل نظام رصد الأرض على موافقة، في عام 1989، وضع مديروها تصورا له، وكان عبارة عن مركبتين زنة ثلاثة عشر طنا، وميزانية بمبلغ 17 مليار دولار أمريكي. لم تدم هذه الخطة؛ ففي عام 1991 خفض مجلس النواب التمويل إلى 11 مليار دولار أمريكي.
अज्ञात पृष्ठ