उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
واصل عاملو الفضاء الأكثر التزاما كفاحهم بمثابرة، فمضوا يرتجلون ويفككون أجزاء الآلات لاستعمالها كقطع غيار، متدبرين أمرهم بما هو متاح. كان أفراد هذا الكادر المتحمسون، الذين تتجاوز أعمارهم في المتوسط 50 عاما، قد مروا بكثير من الأمور، حتى إن أي تحد مستقبلي لم يكن يخيفهم.
9
كانت الأوضاع مشابهة كثيرا في ميرني، وهي مدينة عسكرية تخدم مركز الإطلاق الرئيسي في بليستسك. أشارت صحيفة «إزفستيا» أن «طابع الفقر المدقع للجنود كان يرى في كل مكان»؛ كان العاملون يأكلون العصيدة ثلاث مرات يوميا. قال أحد الطهاة: «لم أعد أتذكر متى كانت آخر مرة تناولنا فيها لحما طازجا. لم نذق الكرنب الطازج هذا العام.» أضاف أحد الجنرالات قائلا إن «إجمالي 255 عائلة من عائلات الضباط لم يكن لديهم محل إقامة».
اعتمد السوفييت على سفن التتبع «كوماروف» و«كوروليف» وسفينة القيادة «جاجارين». تركت سفن التتبع هذه في ميناء أوديسا حتى صدأت، وعرضت سفينة القيادة للبيع. ظلت «مير» مأهولة، بيد أن أوبرج أشار إلى حادثة مثيرة في مركز التحكم في البعثات قائلا: «عرض رواد الفضاء عدة معدات على شبكة النقل التليفزيونية إلى الأرض، ووصفوا المعدات، وسألوا عن وظيفتها والغرض منها. بعد جهد بحثي مضن، اضطر المراقبون الأرضيون إلى إخبار رواد الفضاء أن لا أحد على الأرض يعرف ماهية المعدات أو الغرض منها. لم تكن ثمة سجلات مكتوبة ولا خبراء على قيد الحياة للاستعانة بهم.»
في الولايات المتحدة استؤنف برنامج المكوك الفضائي؛ حيث أجرت «ديسكفري» أولى رحلاتها في سبتمبر 1988. كان العام التالي هو أول عام جيد حقا منذ عام 1985؛ حيث انطلق المكوك الفضائي في خمس بعثات أخرى. وضعت ثلاث عشرة مركبة مكوكية أخرى على متن أسطول من الصواريخ القابلة للاستخدام مرة واحدة جرى تجديده، فضلا عن سبع مركبات مكوكية أخرى على متن «آريان». كانت آثار «تشالنجر» لا تزال تلقي بظلالها على المشهد، خاصة في برنامج استكشاف الكواكب.
كان فقدان «سينتاور» بوصفه صاروخ مرحلة عليا على شكل مكوك فضائي قد أجبر بعثة «جاليليو» على الرجوع على متن مركبة ذات إمكانيات أقل تعمل بالوقود الصلب، وقد تكيف مديروها مع الأمر من خلال الاعتماد مجددا على حالات الانجذاب بين الكواكب لتوفير مساعدة جاذبية. كانت خطة البعثة تقتضي أن تحلق مركبة السبر مرورا بكوكب الزهرة، وأن تنفذ عمليتي طيران منخفض من الأرض للحصول على مزيد من الطاقة، في الاتجاه المعاكس لوجهة «جاليليو»؛ ومن ثم، كان من المقرر أن تتجه المركبة الفضائية إلى الخارج من خلال التوجه إلى الداخل أولا.
كانت المركبة الفضائية، التي بنيت في مختبر الدفع النفاث، قد نقلت على متن شاحنة إلى كانافيرال قبل فقدان «تشالنجر». عادت المركبة إلى كاليفورنيا بالطريقة نفسها، ثم أعيدت إلى كيب على متن شاحنة أخرى مع اقتراب تاريخ إطلاقها الذي أعيدت جدولته. في أثناء هذه الرحلات الطويلة، كان زيت التشحيم يتسبب في سحج بعض أضلاع الهوائي في المركبة، وبمجرد صعودها إلى الفضاء، كانت الأسطح المعدنية غير المشحمة تلتحم بفعل البرودة؛ مما يؤدي إلى التصاقها بشدة فيما لا يعدو تلامسا في الفراغ. عندما حاول مراقبو البعثة بسط الهوائي، وجدوه عالقا. كان يفترض أن يتم الأمر بسهولة مثلما يحدث عند فتح مظلة، وهي ما كان الهوائي يشبهها كثيرا، لكن بدلا من ذلك، لم يبق لمختبر الدفع النفاث سوى ما أطلق كبير العلماء تورنس جونسون عليه «كيسا منبعجا معدوم النفع من شبكة معدنية». كان من المقرر أن تبث «جاليليو» صورا بسرعة 134 ألف بت في الثانية، لكن لم يكن لديها الآن سوى هوائي قليل الكسب، كان أبطأ بما يزيد عن ثلاثة آلاف مرة.
لحسن الحظ، كان مختبر الدفع النفاث يتمتع بقدر كبير من الخبرة في إصلاح المركبات الفضائية المعطوبة. كان علماء المختبر يستطيعون إعادة برمجة الكمبيوتر على متن المركبة من الأرض، وإصدار الأوامر له لتطبيق أساليب ضغط البيانات، لزيادة المحتوى المعلوماتي بواقع عشر مرات في كل وحدة بت. كان الكمبيوتر يحرر البيانات أيضا، على سبيل المثال، من خلال حذف سلاسل وحدات البت التي كانت تصور سواد الفضاء فحسب؛ بالإضافة إلى ذلك، زاد مختبر الدفع النفاث من حساسية شبكة الفضاء السحيق المستخدمة في التتبع. عززت هذه التغييرات من القدرة الفعلية لوصلة الاتصالات إلى ألف بت في الثانية، وهو ما كان كافيا لضمان بعثة مثمرة، ومع ذلك، على الرغم من كل هذه الأعمال البطولية، كان كثير من البيانات عرضة للفقدان.
بالتصديق على «جاليليو» كمشروع في عام 1977، وتحديد موعد إطلاقها ليكون في عام 1982، ثم في عام 1986، ثم إطلاقها أخيرا في أكتوبر 1989، وصلت «جاليليو» أخيرا إلى المشتري في ديسمبر 1995. على الرغم من ذلك، كانت هذه بعثة ذات أولوية مرتفعة نسبيا. كان ثمة علماء آخرون ينتظرون لفترات مشابهة؛ فعلى الرغم من عودة المكوك الفضائي إلى الخدمة، كان مقررا أن ينطلق بضع مرات فقط سنويا؛ وحتى عندما استؤنفت بعثات «سبيسلاب»، في أواخر عام 1990، فإنها قلما كانت تبشر باحتمال تحقيق إنجاز كبير، وهو ما كان يعزى إلى طبيعة العلم نفسه.
يعتمد علماء العالم على أدواتهم ومعداتهم في كل مجال من مجالات الدراسة، ومن غير المعتاد بدرجة كبيرة إحراز تقدم مفاجئ في أي مجال يؤدي إلى اكتشافات جوهرية. يحدث هذا أحيانا؛ فعندما اكتشف الباحثان جيمس واطسون وفرانسيس كريك بنية الحامض النووي في عام 1953، وأعلنا عن بداية العصر الحديث لعلم الأحياء الجزيئي، اعتمدا على بضع صور جيدة التقطت بأشعة إكس، واعتمدا كذلك على قدر هائل من نفاذ البصيرة. لكن، في الغالب - حتى مع أفضل العلماء - كانوا يعملون عاما بعد عام باستخدام أجهزة مختبرات قياسية ويأملون في حل مسائل محددة، ونادرا ما يطمحون إلى ما هو أكثر من تقدم بسيط في مجالهم، حيث إن الصعوبات أضخم بكثير من أن تدعهم يأملون المزيد.
अज्ञात पृष्ठ