उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
7
بهذا التصديق، استطاعت ناسا أن تمضي قدما في الشأن المهم المتعلق بإرساء العقد الرئيسي لتطوير المكوك الفضائي. فازت «روكويل إنترناشونال» بالعقد، وكان أحد الأسباب المهمة في ذلك أن قسم الفضاء في هذه الشركة كان قد تعلم من الدروس الصعبة التي مر بها برنامج «أبولو». كان مقترح «روكويل» قويا، خاصة في مجالات الإدارة ونظم الطاقة الكهربائية، وهو ما كان يعكس الدروس المستفادة من المشكلات التي تسببت في حريق عام 1967، وقضت على سمعة ستورمي ستورمز كثيرا. بلغت قيمة العقد 2,6 مليار دولار أمريكي، ليكون بذلك أكبر عقد لناسا خلال عقد من الزمان.
لم تكن ناسا لتعود إلى مجد «أبولو» في ظل ميزانية قوامها 3,3 مليارات دولار أمريكي سنويا؛ كان عليها أن تمضي قدما دون فون براون، الذي رأى أن هذه الوكالة لم تقدم مجالات جديدة لاكتشافها وتركها في منتصف عام 1972 للعمل في القطاع الخاص. لكن، اجتمعت المجموعة القديمة من أيام «أبولو» مرة أخرى، ممثلة في «روكيت داين» و«روكويل»، في هانتسفيل وهيوستن؛ وبتعديلات طفيفة، تقرر أن تتولى مرافق الصاروخ «ساتورن 5» الهائلة في كيب كانافيرال إطلاق المكوك الفضائي أيضا.
في هذا الوقت كان الاتحاد السوفييتي يمضي قدما في جيله الجديد من مركبات الإطلاق والمركبات الفضائية. في أعقاب رحلتي «زوند» شبه الناجحتين للدوران حول القمر في عام 1968، فشلت عملية إطلاق في يناير 1969 عندما حدث خلل وظيفي في صاروخي المرحلتين الثانية والثالثة. كانت هذه هي المحاولة الثالثة ضمن المحاولات الست الأخيرة التي تمر بهذه المشكلات في صواريخ المرحلة العليا، وتوقف البرنامج لمدة ستة أشهر، بينما عكف طاقم العمل على تطوير كفاءة الصاروخ «بروتون» المكون من أربع مراحل. في هذه الأشهر نفسها كان برنامج «أبولو» يمضي حثيثا، من خلال مجموعة من المهام التي توجتها بعثة الهبوط على سطح القمر في يوليو. وحينما كان السوفييت على استعداد للمحاولة مجددا، كان الوقت قد تأخر أكثر مما ينبغي.
حققت رحلة «زوند 7»، التي أعقبت ذلك، نجاحا بطعم العلقم. كانت ناجحة تماما، بل اتضح أنها كانت في حقيقة الأمر الرحلة الوحيدة الناجحة في برنامج «زوند» بأسره. على غرار «زوند 5» في شهر سبتمبر الماضي، طافت المركبة حول القمر مارة خلال 765 ميلا من جانبه المظلم، بينما لم تصبها أي أضرار خلال رحلتها بالكامل التي استغرقت ستة أيام. وعلى غرار «زوند 6»، نفذت المركبة عملية معاودة الولوج الصعبة كما ينبغي. في حقيقة الأمر، نفذت عملية معاودة الولوج على نحو دقيق تماما، حتى إنها هبطت في محيط ثلاثين ميلا من هدفها. لكن، انطلقت «زوند 7» في أغسطس 1969، بعد شهر من اتخاذ نيل أرمسترونج خطوته الصغيرة؛ لذا، لم تحمل الرحلة أي قيمة دعائية؛ فلم تسفر عن كثير وجاءت بعد أن كان الوقت قد تأخر كثيرا.
كانت الرحلة مقياسا لقدرة أمريكا على القيادة، قيادة كانت تستند إلى الصاروخ «ساتورن 5» الفعال، وهي قيادة حاولت موسكو مرارا أن تحوزها لكنها فشلت في تحقيق ما بلغته «أبولو» بمحض المصادفة. كان هدف برنامج «زوند»، على أية حال، نقل رائدي فضاء إلى مدار حول القمر وإعادتهما بسلام. على مدى عمليات الإطلاق التسع، لم ينجح السوفييت قط في تأهيل مركبتهم لهذه المهمة؛ في حقيقة الأمر، لم يتمكنوا حتى من تكرار إنجاز «زوند 7»؛ فلم تكن عملية الإطلاق الأخيرة - التي أجريت في أكتوبر 1970 ضمن سلسلة عمليات الإطلاق الأخرى - سوى تكرار للمحاولة شبه الناجحة لمركبة «زوند 5»، بما في ذلك عملية معاودة الولوج الشديدة الانحدار فوق المحيط الهندي. على النقيض من ذلك، عندما حملت «أبولو 13» روادها الثلاثة في رحلة مماثلة تماما للدوران حول القمر، كانت تتضمن مركبة معطوبة نفذت عملية الدوران فقط كإجراء طارئ، للعودة الآمنة من فضاء القمر.
لكن، مثلما كانت ناسا قد تقدمت من «ساتورن 1-بي» إلى «ساتورن 5»، كانت روسيا أيضا تتقدم من الصاروخ «بروتون» التعزيزي إلى الصاروخ «إن-1» النهائي الضخم لكوروليف. كانت محركات صاروخ المرحلة الأولى في هذا الصاروخ القمري، وعددها ثلاثون محركا، مركبة في مجموعات ثنائية. كان من المفترض أن ثمة نظام تحكم في تشغيل المحركات (يدعى «كورد» بالروسية) على متن المركبة يستشعر أي عطب؛ ومن ثم، كان النظام سيوقف أي محرك معطوب فضلا عن المحرك الآخر المقترن به في مجموعته الثنائية، على الوجهة المقابلة، للحفاظ على توازن في قوة الدفع.
أجريت عملية الإطلاق الأولى في فبراير 1969. خلال الدقيقة الأولى في عمر الرحلة، قللت محركات صاروخ المرحلة الأولى من سرعتها لتخفيف الأحمال على المركبة، ثم عند الثانية 66 من وقت الإطلاق، عادت هذه المحركات للعمل بكامل طاقتها بسرعة أكبر مما كان مخططا لها؛ فأدى الإجهاد الناشئ إلى حدوث تصدع في أنبوب أكسجين سائل واندلاع حريق. فشل نظام «كورد» في وقف المحرك الذي كانت المشكلة متمركزة فيه، وبدلا من ذلك، بالغ النظام في استجابته تجاه المشكلة وتعامله معها، فأوقف محركات الصاروخ الثلاثين كلها. سقط الصاروخ «إن-1» على مسافة ثلاثين ميلا تقريبا من نقطة الانطلاق.
قال فاسيلي ميشن، خليفة كوروليف، مطمئنا: «هذا أمر طبيعي بالنسبة إلى عملية الإطلاق الأولى.» عقد ميشن آماله على الصاروخ «إن-1» الثاني، الذي أجريت محاولة إطلاقه الأولى في يوليو، قبل أسبوعين من «أبولو 11». كان ميشن يرغب في استخدام هذا الصاروخ لتسجيل أرقام قياسية، ونجح في ذلك، وإن لم يكن على النحو الذي يجعل أحدا فخورا بما تم. صار «إن-1» أكبر مركبة إطلاق تنفجر على المنصة على الإطلاق.
انطلق الصاروخ من المنصة وارتفع إلى بضع مئات من الأقدام، ثم نفذت قطعة معدنية شاردة إلى مضخة الأكسجين السائل التوربينية للمحرك رقم 8؛ مما تسبب في انفجارها؛ وهو ما أدى بدوره إلى قطع الكابلات الموجودة على متن الصاروخ في مجموعة الدوائر الكهربائية، وأتلف المحركات المجاورة، وتسبب في اندلاع حريق هائل. مرة أخرى، أوقف نظام «كورد» جميع محركات الدفع. سقط هذا الصاروخ القمري - الذي كان مزودا بالوقود عن آخره، وكان يماثل في وزنه وزن مدمرة بحرية - على مجمع الإطلاق وانفجر في شكل كرة هائلة من النيران.
अज्ञात पृष्ठ