उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
शैलियों
في تلك الأثناء، كان توم بين، مدير ناسا، بصدد تقديم استقالته احتجاجا على تخفيضات الميزانية. في مارس 1971، استقبلت ناسا رئيسا جديدا، وهو جيمس فلتشر؛ كان من بين خبراته العمل مع رامو وولدريدج، وعلى الرغم من قضائه السنوات الست الأخيرة رئيسا لجامعة يوتا، منحه هذا استقلالية في الرأي والتفكير؛ مما أتاح له إلقاء نظرة جديدة على المكوك الفضائي. سرعان ما أدرك فلتشر أنه إذا واصل الإصرار على التصميم المكوك الفضائي القابل لإعادة الاستخدام بالكامل المكون من مرحلتين، فربما ينتهي به المطاف إلى لا شيء على الإطلاق؛ فقد كان مكتب الإدارة والموازنة على هذا القدر من القوة لإلغاء البرنامج؛ لذا، شرع فلتشر في إبرام عقد صلح مع مكتب الإدارة والموازنة من خلال تحقيق طلباته، وإذا كان هذا الأمر يعني مخالفة الآراء الأخرى في وكالته، فإنه كان سيفعل. تصدى مرارا وتكرارا لآراء مسئولي ناسا الآخرين بقوله: «لست مقتنعا بافتراضاتكم حيال هذا الموضوع.»
في غضون أشهر، كان من الواضح أن المكوك الفضائي كان سيمر بعملية إعادة تصميم كبرى تركز على تخفيض تكاليف التطوير. مثلما أشار أحد المسئولين التنفيذيين في مجال الطيران وصناعة الفضاء: «كان البعض يدرك أن البرنامج في طريقه إلى التنفيذ، في حين لم يكن البعض الآخر يدركون ذلك. لكن على أية حال، بحلول شهر يوليو، علمنا جميعا أن هذا النظام اللعين برمته قد أصبح غاية ينشدها الجميع.»
علمت الشركات المتعاقدة مع ناسا أن كثيرا من المسئولين كانوا يرغبون إلى حد ما في التمسك بصاروخ العودة التعزيزي؛ ومن ثم حاولت بكل قوة أن تقترح تصميمات تتضمن ذلك ولا تتجاوز في الوقت نفسه سقف تكلفة التطوير المحدد بمليار دولار أمريكي سنويا من قبل مكتب الإدارة والموازنة. برزت الخزانات القابلة للاستخدام مرة واحدة بوصفها أسلوبا واعدا؛ نظرا لأن حجم المركبة المدارية للمكوك الفضائي وتكلفتها كانا سيتقلصان إذا لم تحتج إلى حمل الوقود داخليا. أجرت بوينج محاولة شجاعة في تحويل صاروخ المرحلة الأولى في الصاروخ «ساتورن 5» إلى صاروخ تعزيزي لعملية العودة، عن طريق اقتراح تصميم يتضمن أجنحة وجهاز هبوط ومقصورة طيار وعشرة محركات توربينية نفاثة. لكن، بينما كان احتمال قبول إطلاق المكوك الفضائي واردا، لم يلق المقترح قبولا.
تحت وطأة الإصرار المتواصل على خفض تكاليف التطوير، أظهرت شركات التصميم المتعاقدة براعة متزايدة في تقديم تصميمات مبتكرة، وهو ما شجع ناسا وغذى شكوك مكتب الإدارة والموازنة. نص أحد التقارير الصادرة عن مكتب الإدارة والموازنة في أواخر نوفمبر على أنه: «إذا أمكن لنا الاسترشاد بمهارة ناسا وسعة حيلتها في تغيير تصميم المكوك الفضائي حتى الآن، فإننا لم نشرع بعد في معرفة ما يمكن أن تقدمه ناسا إذا هي حاولت فعلا تحسين أداء نظام مقابل مبلغ يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار أمريكي.» كان فلتشر يحاول بلوغ 5 مليارات دولار أمريكي، ولكي يصل إلى ما دون 4 مليارات دولار أمريكي، كان عليه أن يقسم غرفة الحمولة إلى نصفين، إلى عشرة أقدام × ثلاثين قدما وبسعة 30 ألف رطل.
دفعه هذا الأمر إلى تقديم مزيد من التنازلات. بنهاية العام، استجاب فلتشر إلى مطلب مكتب الإدارة والموازنة باقتراح حل وسط، وهو أن تكون غرفة الحمولة 14 قدما × 45 قدما وبسعة 45 ألف رطل، وهو ما لم يكن يناسب القوات الجوية، لكن كان الأمل معقودا بأن المكوك الفضائي قد يسهم في بناء محطة فضائية ذات يوم. وبينما كان الأمل في هذه المحطة واهيا آنذاك، فإنه كان أبعد ما يكون عن الأفول.
لكن، كان فلتشر على وشك الفوز بدعم الرجل صاحب النفوذ الأكبر، وهو الرئيس نيكسون. كانت رؤية الرئيس للفضاء تضاهي رؤية كينيدي وجونسون؛ إذ كان يرى أن الفضاء يمثل اختبارا لقدرة أمريكا على القيادة. كان شديد الإعجاب برواد الفضاء، حتى إنه رحب بنفسه بطاقم «أبولو 11» فور عودته، ولم يكن ذلك في واشنطن، بل كان على متن حاملة طائرات كانت قد استرجعتهم توا في المحيط الهادئ. عندما علم بأمر المكوك الفضائي، انبهر بالموضوع، وعندما التقى به فلتشر وأحضر معه نموذجا للمكوك الفضائي، أمسك نيكسون بالنموذج وأحكم قبضته عليه كما لو أنه لن يعيده.
في وقت مبكر من شهر يناير 1972، التقى فلتشر بجورج شولتس، رئيس مكتب الإدارة والموازنة. كان فلتشر مستعدا للدفاع عن غرفة الحمولات بمساحة 14 قدما × 45 قدما؛ حيث وصفها بأنها «أقل خيار مقبول». أسعده كثيرا ما فوجئ به من شولتز حين أخبره أن نيكسون وافق فعليا على تطوير المكوك الفضائي باستغلال غرفة الحمولات بأبعادها الكاملة (15 قدما × 60 قدما). عندما بلغت الأنباء مسمع ديل مايرز، مدير برنامج المركبة، اعترته الدهشة.
في النهاية، في وقت مبكر من عام 1972، استقرت ناسا على تصميم المركبة الذي نعرفه اليوم، الذي يشتمل على خزان خارجي كبير للوقود وصاروخي وقود صلب ملحقين به قطرهما 146 بوصة. تضمنت المركبة أيضا محركا صاروخيا جديدا، كان بمنزلة المحرك الرئيسي للمكوك الفضائي. كان من المقرر أن يستخدم المحرك الهيدروجين والأكسجين كوقود، بينما يوفر عملا لكل من «روكيت داين» بوصفها الشركة المتعاقدة، ومركز مارشال لرحلات الفضاء الذي كان مسئولا عن مباشرة تطويرها.
توقعت ناسا أن تكون تكلفة التطوير 5,15 مليارات دولار أمريكي، نصف السعر المعلن لتصميمات نماذج المركبات القابلة لإعادة الاستخدام بالكامل المكونة من مرحلتين في عام 1971، والبالغ 10 مليارات دولار أمريكي. ارتفعت التكلفة المتوقعة لكل رحلة من 4,6 ملايين دولار أمريكي إلى 10,4 ملايين دولار أمريكي. في ظل ثبات سعة الحمولات عند 65 ألف رطل، زعمت ناسا أن التصميم الجديد سيتكلف 160 دولارا أمريكيا لكل رطل. كانت هذه الأرقام لا تزال تتسم بالتفاؤل الشديد، وكان فلتشر يعلم ذلك، لكنه كان يضع الكونجرس نصب عينيه. صرح لاحقا مسئول آخر لمجلة «ساينس» قائلا: «لكننا كنا نحصل على أصوات كثيرة جدا ...»
في وقت مبكر من شهر يناير ذلك، التقى فلتشر ونائبه جورج لو بنيكسون لتلقي المباركة الرئاسية على المشروع. أثنى نيكسون على المكوك الفضائي ثناء كبيرا : «سيحدث ثورة في الانتقال إلى الفضاء القريب بجعله عملية روتينية. سيقضي على التكاليف الهائلة التي يعرف بها علم الفضائيات.» ثم استشهد بالشاعر أوليفر هولمز، في عبارة تذكر فيها جون كينيدي، قائلا: ««علينا أن نبحر في اتجاه الرياح حينا وضدها أحيانا أخرى، لكن علينا أن نبحر، وألا ننجرف، أو نقف عند مرسى ولا نتحرك.» هكذا هي الحال مع رحلة الإنسان الملحمية إلى الفضاء، رحلة تقودها الولايات المتحدة وستظل تقودها.»
अज्ञात पृष्ठ