उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

मुहम्मद सआद तंतावी d. 1450 AH
168

उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

शैलियों

كان الطرح مبتكرا وبسيطا. كان ذكيا؛ لأنه افترض مسبقا أن المكوك الفضائي، الذي كان مجرد فكرة على الورق، يستطيع الاعتماد على خبرة «أبولو» لتقديم إمكانات لم يقدمها أي صاروخ من قبل . كان كل مكوك فضائي سيمر بمرحلة التعديل الخاصة به والإعداد لمرحلة جديدة في غضون أسبوعين فقط، وكان من المقرر أن يحقق أسطول من هذه المركبات وفورات حجم من خلال الاستخدام المتكرر، الذي سيطلق خلاله جميع البعثات الفضائية للبلاد.

بالإضافة إلى ذلك، كان هذا الأسلوب يصلح أيضا لتطبيق تحليل التكلفة/الفائدة الاقتصادي الرسمي. وضع خبراء الاقتصاد فرضيات ملائمة - مثل تقديرات تكلفة التطوير، وتكلفة كل رحلة، وعدد الرحلات سنويا، ومعدل الفائدة الفعلي على الأموال التي أنفقت مقدما لأغراض التطوير - مكنتهم من التأكيد على أن المكوك الفضائي لم يكن سيوفر المال فحسب عند تشغيله، لكنه كان سيوفر أيضا ما يكفي لسداد كل تلك التكاليف المدفوعة مقدما. بالإضافة إلى ذلك، كانت لدى ناسا والقوات الجوية قوائم مطولة من الرغبات المتعلقة بالحمولات التي كان الناس يأملون في بنائها وإطلاقها ذات يوم. بافتراض تحقيق كل هذه الرغبات، كانت ناسا ستتمكن من الظفر بالدعم السياسي من الجهات الراعية لتلك الحمولات، بينما ستضع قائمة مبهرة بالبعثات والمركبات الفضائية المحددة التي سيحملها المكوك الفضائي.

لكن، كان الطرح بسيطا أيضا؛ حيث لم تكن له صلة بالموضوع في حقيقة الأمر. كان الطرح يتبنى وجهة النظر القائلة بأن التكلفة المرتفعة لمركبات الإطلاق ترجع إلى كون تلك المركبات تستخدم لمرة واحدة فقط، فيما كان المكوك الفضائي القابل لإعادة الاستخدام سيوفر أموالا ضخمة. لكن، على حد تعبير أدلبرت تشلر؛ اختصاصي دفع له ثقله وأحد زملاء إيب سيلفرشتين: «التكلفة هي البشر.» كان الأمر يتطلب 20 ألف موظف لفحص الصاروخ «ساتورن 5» وإطلاقه مع مركبة «أبولو» القمرية الملحقة به، ونظرا لأن المكوك الفضائي كان سيعتمد اعتمادا مباشرا على خلفية برنامج «أبولو»، كان بمنزلة تمرين على تسريح الأفراد، للإشارة إلى أن هذه المركبة الجديدة تتطلب عددا أقل جدا من الأفراد.

ربما كان مكوك فضائي غير مأهول، يجري توجيهه نحو ممر إقلاع في ظل تحكم أرضي، سيتطلب بالفعل أعدادا أقل من هذا الطاقم المقدر بالآلاف. لكن، لم تكن هذه الأفكار مقبولة على الإطلاق. في نهاية الأمر، وجدت ناسا في بعثاتها المأهولة مصدر فخر لها؛ كان العاملون في الوكالة مولعين بالقول: «لا دولارات بلا باك رودجرز.» وكحقيقة واقعة، كان على كل مشروع من المشروعات الجديدة الكبيرة أن يتلاءم مع الاحتياجات المؤسسية في مركز المركبات الفضائية المأهولة في هيوستن؛ حيث كان رواد الفضاء يعاملون كملوك.

أثارت الحمولات مزيدا من التساؤلات. كانت قوائم الرغبات تلك تتطلب أموالا كي تصير حقيقة، وفي ظل اتخاذ ميزانية ناسا منحنى هبوطيا حادا، لم تكن مصادر التمويل التي سيجري الاعتماد عليها واضحة. لتفادي هذا الأمر المعرقل، كان مؤيدو برنامج المكوك الفضائي يرون أن تكلفته المنخفضة سوف تستجلب عددا هائلا من أوجه الاستخدام الجديدة. كانت هذه الآمال تعتمد على واقع الخبرة والتجربة؛ إذ كانت شركات الطيران قد حرضت على إطلاق مشروعات جديدة بلجوئها إلى تخفيض الرسوم؛ لكن خطة ناسا التالية كانت تتضمن وضع تصور لأسطول من مكوكات الفضاء تحلق ستين مرة سنويا، حاملة ما يصل إلى أربعة ملايين رطل إلى مدار فضائي. في عام 1969؛ العام الأفضل حتى يومنا هذا، بلغ إجمالي الحمولات المدنية والعسكرية معا 442360 رطلا، جاء معظمها عبر أربع رحلات لمركبة «أبولو».

لكن، بينما كان مستقبل ناسا يعتمد على نجاح نقاشاتها، كانت إحدى المهام الأولية تتمثل في ضم القوات الجوية إلى صفها، بوصفها عميلا رئيسيا لديه برنامج فضائي قوي خاص به. منذ البداية، جعل ذلك الأمر مسئولي القوات الجوية يشعرون أن ناسا كانت بمنزلة «سانتا كلوز». كان حماس الوكالة الجامح يتناقض على نحو صارخ مع خبرة القوات الجوية في العقد المنصرم، عندما جاهدت عبثا في وضع برنامج فضائي مأهول خاص بها.

بدأت هذه الجهود عقب إطلاق «سبوتنيك» وتمحورت حول مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام زنة ستة أطنان، وهي «إكس-20». ظفرت شركة بوينج بعقد بناء تلك المركبة الفضائية في عام 1959، وأحرزت تقدما جيدا في تطويرها لصالح القوات الجوية وصولا إلى اختيار ستة من طياري الاختبار للتحليق بها. كان من المقرر أن توضع على الصاروخ «تايتان 3» ليحلق بها إلى مدار فضائي، مارا مرورا سريعا فوق هدف به معدات استطلاع. وبعد إطلاق صاروخ ارتكاسي كابح، كان من المقرر أن تستخدم أجنحة دلتا شديدة الانحناء للخلف حتى تتمكن من الانحدار بانسيابية وبسرعة تفوق سرعة الصوت في طبقات الجو العليا، وهي مناورة معروفة باسم الارتفاع التحريكي.

لذا، أطلق الناس عليها اسم «داينا-سور»، واتضح أن الاسم كان ملائما حيث انقرضت هذه المركبة شأنها شأن الديناصورات وصارت غير مستخدمة. في عام 1963، أدرك وزير الدفاع ماكنمارا أنه سيكون من الأفضل تنفيذ البعثات العسكرية لهذه المركبة باستخدام محطة فضائية صغيرة، وهي المختبر المداري المأهول؛ ألغى مركبات «إكس-20»، بيد أنه صرح للقوات الجوية بالمضي قدما في تطوير المختبر المداري المأهول بدلا من ذلك.

بعدها بعامين، ظفرت «دوجلاس إيركرافت» بعقد بناء هذه المركبة الفضائية. كان التصميم يتطلب أسطوانة، بطول واحدة وأربعين قدما وقطر عشرة أقدام، للتحليق على متن الصاروخ «تايتان 3». كان من المقرر أن تنطلق المركبة «جيميني» للالتقاء بالمركبة والالتحام معها، حاملة على متنها رائدي فضاء يستخدمان هذه المحطة في الاستطلاع. ثم في عام 1969، مع استمرار تحسن قدرة الأقمار الصناعية غير المأهولة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، أصدرت وزارة الدفاع قرارا أيضا بإلغاء المختبر المداري المأهول. بالنسبة إلى القوات الجوية، كان ذلك بمنزلة إهانة أضيفت إلى ما لحق بها من ضرر؛ لم تكن القوات الجوية ستفقد مختبرها الفضائي فحسب، بل زاد إلغاء المختبر من مخاوف الكونجرس من أن يكون المختبر المداري المأهول تكرارا هادرا للوقت والجهد لبعض مكونات «سكايلاب»، كما ساهم في ضمان مضي مشروع ناسا المنافس هذا إلى الأمام وبقوة.

في تلك الأثناء، بينما كان مكوك ناسا الفضائي يواجه صعوبات، وجد سيمانز - قائد القوات الجوية - نفسه في موقف موفق للغاية لم يعتده من قبل. كانت ناسا في حاجة إلى مشروعه أكثر من حاجته هو إلى مركبة إطلاق جديدة. أدلى بشهادته في جلسة استماع أمام الكونجرس في عام 1971 قائلا: «لا أستطيع الجلوس هنا اليوم والقول إن نظام النقل الفضائي مطلب عسكري ضروري.» وضعه هذا في موضع تطلب منه إدارة عملية تفاوض غاية في الصعوبة.

अज्ञात पृष्ठ