उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

मुहम्मद सआद तंतावी d. 1450 AH
154

उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

शैलियों

كان كوروليف لا يزال يشغل منصب كبير المصممين. على الرغم من صراعه مع جلشكو، وإزاء التحديات التي واجهها من فانجل وتشلومي، صار يتحكم آنذاك في إمبراطورية أوسع نطاقا بكثير من إمبراطورية فون براون. كان فون براون، بوصفه مدير مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لناسا، مسئولا عن جميع صواريخ التعزيز فئة «ساتورن»، ومسئولا أيضا عن محركاتها الرئيسية. جاءت هذه المحركات من «روكيت داين»، بيد أن رئيس الشركة سام هوفمان كان يتطلع إلى هانتسفيل للحصول على عقود لشركته. كان نفوذ فون براون يشمل أيضا مصنع ميشو ومنشأة اختبارات المسيسيبي، لكن مركبة «أبولو» القمرية كانت تقع في نطاق سلطة روبرت جيلروث، مدير مركز المركبات الفضائية المأهولة في هيوستن، بينما كان مركز كيب كانافيرال يعمل كمركز مستقل ومكافئ لناسا.

استطاع كوروليف، شأنه شأن كورتيز البدين في قصيدة الشاعر كيتس، أن يرى آفاقا أبعد. كانت رؤيته الاستشرافية تشمل مركبة «سويوز» وصاروخ إطلاقها «آر-7»، في النموذج المزود بصاروخ مرحلة عليا جديد. كان «بروتون» ينتمي إلى تشلومي وجلشكو، لكن كوروليف كان يمتلك مركبة «زوند» الفضائية الخاصة به. تولى كوروليف أيضا مسئولية الصاروخ «إن-1» القمري بالكامل، فضلا عن مركبته الفضائية التي تدور حول القمر، بما في ذلك مركبة الإنزال. كانت معظم محركاته من تصميم كوزننتسوف، الذي كان قد دعمه باعتباره أحد تلامذته. كان مصنع تجميع الصاروخ «إن-1»، وهو نظير مصنع ميشو، يقع في نطاق مسئولية كوروليف أيضا. بالإضافة إلى ذلك، كان مجمع إطلاق «إن-1» في مركز تيوراتام ومنشآت النقل المرتبطة به تقع جميعا ضمن مسئولية بارمين، أحد مساعديه المقربين منذ أيام الصاروخ «في-2».

مع ذلك، لم يتربع كوروليف على عرش هذه الإمبراطورية طويلا؛ ففي يناير 1966، دخل كوروليف المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة ورم نزفي في أمعائه الدقيقة. كفلت له مكانته العالية تلقي عناية فائقة، وكان الجراح بوريس بتروفسكي مشهورا بما يكفي لتقلده منصبا وزاريا، كوزير للصحة. لكن كوروليف نزف على طاولة الجراحة، نزفا شديدا؛ حاول بتروفسكي وقف تدفق الدم بإجراء جراحة في البطن؛ فاكتشف ورما سرطانيا ضخما لم يكتشف من قبل؛ لذا، صار من المتوقع أن تستغرق العملية وقتا أطول بكثير، استعان بتروفسكي بزميل على مستوى عال من الخبرة لمساعدته في إزالة النسيج السرطاني. نجح كلا الجراحين معا في إكمال العملية والسيطرة على النزيف وتخييط الجروح.

مع ذلك، عادة ما تضع العمليات الجراحية الكبرى عبئا هائلا على المريض، ولم يكن كوروليف في حالة طيبة. زاد وزنه زيادة مفرطة، وصار قلبه ضعيفا. استغرقت العملية، التي بدت روتينية في بدايتها، ثماني ساعات. توقف قلب كوروليف قبل أن يستعيد وعيه، وكان يبلغ من العمر آنذاك تسعة وخمسين عاما.

انتقلت مهام كوروليف إلى فاسيلي ميشين، نائبه وزميله منذ عام 1945، بيد أن كوروليف لم يكن له مثيل يمكنه أن يحل محله. كان الجميع يعلم أن موته كان يمثل خسارة فادحة، ودفن رفات كوروليف في حائط الكرملين، وهو تشريف عظيم حاز عليه بعد مماته. كان من اللائق أيضا تحية هذا الرجل بكلمات كتبت لإحياء ذكرى وفاة أبراهام لنكولن:

وعندما سقط في الدوامة، هبط إلى أسفل

مثلما تسقط شجرة أرز شامخة، تعلوها الأغصان الخضراء

تسقط بصوت مدو على التلال

وتخلف مكانا موحشا قبالة السماء.

في تلك السماء، كانت صواريخ «بروتون» و«ساتورن» تحلق بنجاح أثناء الاختبارات، على الرغم من أنها لم تكن تحمل على متنها أشخاصا بعد؛ بيد أن هذا أمر كان في سبيله إلى التغيير، وأخذت الولايات المتحدة بزمام المبادرة مرة أخرى. أفسح الصاروخ «ساتورن» ذو المحركات الثمانية في السنوات السابقة المجال أمام نموذجه النهائي، «ساتورن 1-بي». بلغت قوة الدفع الكاملة لكل محرك في هذا الصاروخ 200 ألف رطل، وهو ما يزيد بنسبة خمسين في المائة عن نظرائه من المحركات الأخرى التي جرى تطويرها قبل عقد من الزمان، والتي كان يبلغ إجمالي قوة دفعها 1,6 مليون رطل. حمل صاروخ المرحلة الثانية «إس-4 بي» إحدى مركبات «أبولو» الفضائية، لكن من دون مركبة الإنزال القمري. كان من المقرر أن يحمل هذه المركبة الفضائية في مدار فضائي في أوائل عام 1967، وكان طاقمه المؤلف من ثلاثة رواد فضاء جاهزا. كان قائد المركبة، جاس جريسوم، عضوا مخضرما في طواقم عمل «ميركوري» و«جيميني». كان يوجد بالإضافة إليه إد وايت، الذي سار في الفضاء أثناء بعثة «جيميني 4»، وروجر شافي، وكان مبتدئا.

अज्ञात पृष्ठ