उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

मुहम्मद सआद तंतावी d. 1450 AH
143

उल्टी गिनती: अंतरिक्ष यात्राओं का इतिहास

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

शैलियों

كان تقليص الوزن أمرا غاية في الأهمية، ووجد هؤلاء طريقة جديدة لإنجاز ذلك. كانت الطائرة «إس-2» عبارة عن مجموعة من خزانات وقود الهيدروجين والأكسجين السائل، مزودة بخمسة محركات طراز «جيه-2» لتوفير قوة دفع مقدارها مليون رطل، ولإحكام غلق هذه السوائل الشديدة البرودة، كان يتعين عزل هذه الخزانات؛ وكان الأسلوب التقليدي للقيام بذلك يقتضي وضع الوقود داخل الخزانات، بيد أن مصممي ستورمز رأوا أنهم يستطيعون جعل صاروخ المرحلة أخف وزنا بوضع طبقة العزل خارج الخزانات. كان من المتوقع أن يصير معدن الخزانات المصنوع من الألومنيوم أكثر قوة عند تلامسه مع محتويات الخزانات الشديدة البرودة؛ لذا كان يتعين تقليل كمية الألومنيوم وتقليص الوزن في الطائرة «إس-2» حتى تتمكن من نقل حمولتها. في حقيقة الأمر، كان التصور المبدئي للطائرة أن سمكها سيكون رقيقا للغاية، ووزنها سيزيد عن مليون رطل عند تزويدها بكمية الوقود الكاملة، بيد أن وزنها سيصبح خفيفا بما يكفي لحملها على متن شاحنة خاصة عندما تكون فارغة. أفضى أسلوب التصميم المبتكر هذا إلى الفوز في المنافسة، ثم الفوز في شهر سبتمبر بالعقد.

كان إرساء العقد يؤكد وضع شركة «نورث أمريكان أفياشن» بوصفها شركة رائدة في مجال الصواريخ والفضاء. كانت الشركة قد ابتكرت في وقت سابق طريقة لقياس وزن المركبة النهائي بالرطل من خلال وزن معدن هيكل المركبة؛ كان أسلوب قياسها الجديد يتضمن إجراء عمليات هندسية لساعات عمل طويلة. في حقيقة الأمر، كانت أعمال البحث والتطوير هي السبب في أكثر من 70 في المائة من مبيعاتها. في إطار جهود «أبولو»، حصلت الشركة على عقود تنفيذ المحركين الرئيسيين، «إف-1» و«جيه-2»، وها هي ستبني مرحلة «إس-2» أيضا. مع ذلك، كان ستورمز يعتقد أن في مقدوره الظفر بالمزيد من العقود؛ حيث سعى إلى الحصول على عقد لبناء المركبة القمرية المأهولة.

حانت لحظة اتخاذ القرار بعد عيد الشكر مباشرة؛ إذ عقدت لجنة اختيار مقارنة بين عرض شركة «نورث أمريكان» وبين عروض الشركات الأربع الأخرى المنافسة. جاءت شركة «مارتن» في المقدمة، وعندما تسربت أنباء عن ذلك، سمع موظفو الشركة إعلانا عبر نظام الإذاعة الداخلية يفيد بأن الشركة فازت بالعقد. علم الموظفون بالحقيقة في اليوم التالي: أرسي العقد على شركة «نورث أمريكان». كان عرض شركة «مارتن» أقوى قليلا، بيد أن اللجنة اختارت شركة «نورث أمريكان» لكونها تمتلك أفضل المؤهلات الفنية، مشيرة إلى مشروعات مثل «نافاهو» و«إكس-15»؛ لذلك أوصت اللجنة باختيار هذه الشركة باعتبارها أفضل بديل. بالإضافة إلى ذلك، كان قادة ناسا يفضلون هذه الشركة لأنهم عملوا معها عن كثب في مشروع «إكس-15». لكن، هذا النجاح الأخير فاجأ الجميع وفيهم ستورمز نفسه الذي قال مرارا وتكرارا: «لا أستطيع أن أصدق ذلك.» فاق عدد عقود الشركة مع وكالة ناسا آنذاك إجمالي عدد عقود أقرب شركتين منافستين لها.

في تلك الأثناء، كان فون براون يحاول وضع تصورات لشكل صاروخ المرحلة الأولى من الصاروخ الرئيسي للهبوط على سطح القمر. في سبتمبر 1961، دعا فون براون ممثلين عن صناعة الفضاء والطيران إلى اجتماع في قاعة مجلس مدينة هانتسفيل. طلب فون براون من الحاضرين اقتراح تصميمات لصاروخ «ساتورن» متطور، يكون أصغر حجما من «نوفا» لكنه يظل مع ذلك قادرا على تنفيذ بعثة الهبوط على سطح القمر. أخبر فون براون الحاضرين قائلا: «الهبوط على سطح القمر هو محور تركيزنا الحالي، خطوتنا الكبيرة نحو السفر المأهول عبر الفضاء. لكن الأمر لن يتوقف عند ذلك الحد؛ لن تكون الحمولة هي الشغل الشاغل في الصاروخ «ساتورن» المتطور؛ فما هو إلا شاحنة كبيرة لزيادة قدرة هذه البلاد على نقل حمولة إلى الفضاء.»

كان من بين الحاضرين جورج ستونر، وهو مسئول رفيع في قسم الفضاء التابع لشركة «بوينج» في سياتل. عندما عاد ستونر إلى مقر الشركة، تذكر ستونر تلك الكلمات معانقا مديريه: «يقول فون براون إن الصاروخ «ساتورن» المتطور شاحنة. إنه كذلك فعلا؛ فهو نظام لوجيستي فضائي. لنر أثقل الأغراض التي يمكن لأي شاحنة أو قارب أو قطار أن يحملها على متنه. لنر ما إذا كنا نستطيع بناء الصاروخ «ساتورن» الذي يكون في مقدوره نقل حمولة ثقيلة على هذا النحو خارج نطاق الجاذبية الأرضية.»

2

وجد ستونر أن أقسام الحمولة التقليدية على متن السفن تحمل ما يصل إلى مائة ألف رطل، وهو ما كان يعادل تقريبا حمولة عربات قطارات السكك الحديدية وطائرات الشحن الأثقل حمولة، وما يعادل أيضا سبعين ألف رطل تقريبا بالنسبة إلى الشاحنات الكبيرة. كان في مقدور الصاروخ «ساتورن» المتطور المشتمل على خمسة محركات طراز «إف-1» نقل مثل هذه الحمولة. كان من المقرر أن تبلغ قوة دفعه 7,5 ملايين رطل، وأن يتمكن من نقل حمولة زنتها تسعون ألف رطل إلى القمر. بالإضافة إلى ذلك، كان من الممكن تطوير صاروخ كهذا خلال عقد الستينيات من القرن العشرين. قدم فريق ستونر تصميما مبدئيا، وقرر بحماس بالغ التوصية باستخدام هذا النموذج ذي المحركات الخمسة.

كان عمل الفريق يتفق مع آراء ميلتون روزن، الذي كان قد بنى الصاروخ «فايكنج» منذ وقت طويل، وصار مدير ناسا لمركبات الإطلاق. في وقت مبكر يعود إلى مارس 1961، قبل شهرين من خطاب كينيدي أمام الكونجرس، كان روزن قد أوصى بقوة أن يتضمن صاروخ المرحلة الأولى هذا خمسة محركات بدلا من أربعة . ظفر روزن بدعم ويليام مرازك، أحد أهم مصممي الصواريخ في هانتسفيل، واستطاعا معا إقناع فون براون بوجهة نظرهما. كنقطة أساسية في عملية الإقناع، أشارا ضمن نقاط الإقناع الأساسية إلى سهولة إضافة المحرك الإضافي. كان من المقرر وضع المحركات الأربعة من طراز «إف-1» على طرفي العمودين المتقاطعين الثقيلين في قاعدة الصاروخ، بينما كان سيجري وضع المحرك الخامس في المنتصف، عند نقطة تلاقي العمودين.

قبل أعياد الكريسماس بأحد عشر يوما، أصدر فون براون قراره. جاء القرار عبر صلصلة الآلة الكاتبة في مكتب ليزل وود، رئيس ستونر في شركة «بوينج». كانت الرسالة تنص على أن هذه الشركة قد وقع عليها الاختيار للتعاقد على بناء أربعة وعشرين صاروخ «ساتورن» متطورة كصواريخ تعزيزية. سرعان ما كان فون براون على الهاتف، مؤكدا الأنباء: سار الصاروخ على نهج مقترح ستونر كصاروخ يشتمل على خمسة محركات يستطيع نقل حمولة عربة قطار سكك حديدية كاملة إلى القمر، واختير لاسم الصاروخ الذي سيتألف من ثلاث مراحل، بما فيها المرحلة الأولى، «ساتورن 5»، ويحمل معه آمال الرئيس كينيدي.

اتفق مديرو ناسا بصفة عامة على أنه لما كان من الجيد إجراء عمليتي الانطلاق والهبوط على سطح القمر من خلال عملية إطلاق واحدة، فلا يوجد سوى الصاروخ «نوفا» الذي يستطيع تنفيذ ذلك. كان الصاروخ «ساتورن 5» الأصغر حجما يتطلب إجراء عمليتي إطلاق، إحداهما لإطلاق المركبة الفضائية القمرية المأهولة، والأخرى لإطلاق صاروخ المرحلة الذي سيؤدي إلى انطلاق المركبة خارج مجال المدار الأرضي إلى القمر. وكان يتعين أن تتلاقى المركبتان في الفضاء وتتصلان معا، وهو ما كان يشير بوضوح إلى أن الأمر يتطلب مهارات طيارين تتجاوز مهارات رواد فضاء مركبة «ميركوري» بكثير. لم يكن من الممكن إرسال قرد في هذه البعثة؛ لأنها كانت تتطلب عناية وحذرا على قدر ما في عمليات إعادة التزود بالوقود أثناء الطيران التي تجريها القوات الجوية؛ حيث تجد طائرة قاذفة خزانا في السماء الخالية وتتلقى حمولاتها من الوقود.

अज्ञात पृष्ठ