بَاب التَّارِيخ
معرفَة التَّارِيخ: فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ أول لَيْلَة من الشَّهْر: كتبت مهل شهر كَذَا وَكَذَا، ومستهل شهر كَذَا وَكَذَا، وغرة شهر كَذَا وَكَذَا. ويكتبون: فِي أول يَوْم كَذَا، ويكتبون: فِي أول يَوْم من الشَّهْر. وَكتب أول يَوْم من شهر كَذَا، أَو لليلة خلت وَمَضَت من شهر كَذَا. وَلَا يَكْتُبُونَ مهلا، وَلَا مستهلا إِلَّا فِي أول لَيْلَة. وَلَا يكتبونه بنهار لِأَنَّهُ مُشْتَقّ من الْهلَال. والهلال مُشْتَقّ من قَوْلهم: أهل بِالْعُمْرَةِ وَالْحج، إِذا رفع صَوته فيهمَا بِالتَّلْبِيَةِ فَقيل لَهُ هِلَال لَان النَّاس يهلون إِذا رَأَوْهُ يُقَال: أهل الْهلَال واستهل وَلَا يُقَال أهل.
وَيُقَال: أَهْلَلْنَا، إِذا دَخَلنَا فِي الْهلَال.
وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: يُقَال لَهُ هِلَال لليلتين، ثمَّ يُقَال بعد قمر.
وَقَالَ بَعضهم: يُقَال لَهُ هِلَال إِلَى أَن يكمل نوره وَذَلِكَ لسبع لَيَال وَالْأول أشبه وَأكْثر، وَقد أبنت ذَلِك فِي بَاب أَسمَاء الْقَمَر وَصِفَاته.
ويكتبون: لثلاث خلون، ولأربع خلون.
وَيَقُولُونَ: قد صمنا مذ ثَلَاث، فيغلبون اللَّيَالِي على الْأَيَّام لِأَن الْأَهِلّة فِيهَا إِذا جَاوَزت الْعشْر كَانَ الِاخْتِيَار أَن تَقول: لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت وَمَضَت.
وَإِنَّمَا اخْتَارُوا فِيمَا بعد الْعشْرَة خلت وَمَضَت، وَفِيمَا قبل الْعشْرَة خلون ومضين، لِأَن مَا بعد الْعشْرَة يبين بِوَاحِد أَو وَاحِدَة.
وَمَا قبل الْعشْرَة يُضَاف إِلَى جَمِيع.
وَاخْتَارَ أهل اللُّغَة أَن يُقَال لِلنِّصْفِ من شهر كَذَا، فَإِذا كَانَ يَوْم سِتَّة عشر، قَالُوا: أَربع عشرَة لَيْلَة بقيت.
وَخَالفهُم أهل النّظر فِي هَذَا وَقَالُوا: تَقول: لخمس عشرَة لَيْلَة خلت، وَلست عشرَة لَيْلَة مَضَت لِأَن الشَّهْر قد يكون تِسْعَة وَعشْرين، وَهَذَا هُوَ الْحق لِأَن أهل اللُّغَة قد قَالُوا:
1 / 68