सिद्दीक की प्रतिभा
عبقرية الصديق
शैलियों
هو في كل أولئك المعجب المؤدب بأدب المصاحبة الخبير بمراسم المعاملة، الذي يدري بوحي نفسه كيف يكون التعظيم؟ وكيف يكون السلوك؟ وكيف تصان حقوق المراتب والدرجات؟
قيل: إنه كان إذا قدم على الرسول وفود القبائل علمهم كيف يسلمون وكيف يتكلمون بين يديه عليه السلام.
وكان عليه السلام يوما في المسجد قد أطاف به أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب فوقف فسلم ثم نظر مجلسا. والتفت عليه السلام يرى أيهم يوسع له، وكان أبو بكر على يمينه فأسرع فتزحزح عن مجلسه وهو يقول: ها هنا يا أبا الحسن! فبدا السرور في وجه النبي، وقال: «يا أبا بكر. إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل.»
وكأنما خلق أمينا لسر، فما تعوزه صفة واحدة من صفات الأمناء للعظماء الذين يعجبون بهم ويغارون عليهم. ومنها هذا الأدب، ومنها قلة الكلام، ومنها الكتمان عنهم في خاصة شئونهم، وكان أبو بكر في كتمانه عن النبي يتصدى للملام ولا يبوح بكلام.
تأيمت حفصة بنت عمر فعرضها على عثمان، ثم على أبي بكر، ثم خطبها النبي عليه السلام.
قال عمر: «فقال عثمان: سأنظر في أمري، فلبث ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا. ولم يرجع إلي أبو بكر شيئا، فكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فأنكحتها إياه ... فلقيني أبو بكر فقال: لقد وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قلت: نعم! لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أنني كنت علمت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ولو تركها رسول الله قبلتها.»
अज्ञात पृष्ठ