सिद्दीक की प्रतिभा
عبقرية الصديق
शैलियों
قال عمر: يا رسول الله. ما برحنا معك مذ صلينا فكيف نتصدق؟!
وقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، دخلت المسجد، فإذا سائل يسأل وابن لعبد الرحمن بن أبي بكر معه كسرة خبز، فأخذتها فأعطيتها السائل.
فقال النبي: فأبشر بالجنة. أبشر بالجنة!
لا جرم يقول عمر: ما سبقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه.
ولا جرم يقول علي: هو السباق. والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر. •••
لقد وصف لنا الصديق بأوصاف نستطيع أن نعيدها اليوم بما ألفناه من أساليب العصر فنراها على وفاق لحقائق تلك الأوصاف ودلالاتها، وذلك أبين البينات عن صدق ما وصفوه به في الجاهلية أو الإسلام.
فمن جملة الملامح والسمات التي وصف بها يتبين لنا أنه كان من أصحاب المزاج العصبي الناشئين في وراثة كريمة. فهو عصبي كريم النزعات والطوايا.
ولا يندر في أصحاب هذا المزاج أن يتميزوا بحدة الذكاء وسرعة التأثر والطموح إلى المثل العليا والحماسة لما يعتقدونه، والتعلق بما يؤمنون به ويصدقونه، والتقدم في العقائد والدعوات.
بل هذا هو الغالب فيهم، كما نشاهد اليوم في كل دعوة دينية أو اجتماعية أو سياسية، لن تخلو من أناس في مزاج أبي بكر وخلائقه الجسدية والنفسية، ينصرونها ويتشبثون بها ويؤمنون بدعاتها ولا ينكصون عن سبيلهم أو سبيلها.
وإذا كان الرجل من بيت من بيوت الشرف والوجاهة فشأنه - إذ يكون على هذا المزاج - أن يعتصم بالوقار ودواعيه، وأن يستزيد من خلائق الصدق والمروءة التي ركبت فيه.
अज्ञात पृष्ठ