इमाम अली की प्रतिभा
عبقرية الإمام علي
शैलियों
وصليت الصلاة وكنت فردا
فمن ذا يدعي يوما كيومي
وقد نظم شعرا ولا ريب، كما يدل سؤالهم النبي - عليه السلام - أن يأذن له في هجاء من هجاهم، ولم ينسب إليه شعر ... صح أو لم يصح، أجود مما قدمناه، وليس فيه ما يسلكه بين المجودين من الشعراء، أو يلحق بطبقته بين الكتاب والخطباء ... •••
أما كتاب الجفر أو علم الجفر، فالقول الفصل فيه أقرب من القول الفصل في جميع ما نحلوه وأضافوا إليه ... فمثل علي في تقواه وفضله، لا يشتغل بعلم مزعوم هو السحر القديم بعينه، وليس هو مما يليق بورعه ولا ذكائه، وقد نهى وشدد النهي عن تعلم النجوم واستطلاع الغيب بأمثال هذه العلوم، ومن المحقق الذي لا خلجة فيه من الشك عندنا أن النبوءات التي جاءت في نهج البلاغة عن الحجاج بن يوسف، وفتنة الزنج وغارات التتار وما إليها، هي من مدخول الكلام عليه ...
ومما أضافه النساخ إلى الكتاب بعد وقوع تلك الحوادث بزمن قصير أو طويل ... ولا نجزم مثل هذا الجزم في أمر المقامات التي خلت من بعض الحروف؛ لأن العقل لا يمنعها قطعا كما يمنع استطلاع الغيب المفصل من أزياج النجوم، ولكننا نستبعد جدا أن تكون هذه المقامات من كلام الإمام لاختلاف الأسلوب واختلاف الزمن، وحاجة النسبة هنا إلى سند أقوى من السند الميسر لنا بكثير.
وكذلك نستبعد أنه قال لكاتبه ليظهر علمه بغريب اللغة: «ألصق روانفك بالجبوب وخذ المزبر بشناترك، واجعل حندورتيك إلى قيهلي حتى لا أنفي نفية إلا أودعتها بحماطة جلجلانك.»
أي: «ألصق مقعدك بالأرض وخذ القلم بما بين أصابعك، واجعل عينيك إلى وجهي حتى لا ألفظ بلفظة إلا وعيتها في سواد قلبك.»
فإن الولع بإظهار العلم بالغريب بدعة لم تعرف في صدر الإسلام، ولم يلتفت الناس إلى ادعائها إلا بعد استعجام العرب وندرة العارفين بفصيح العربية وغيرها على السواء.
ومثل هذا، ما نسبوه إليه حيث زعموا أنه قال: «ما تربعلبنت قط.» أي: ما شربت اللبن يوم الأربعاء، و«ما تسبتسمكت قط.» أي: ما أكلت السمك يوم السبت «وما تسرولقمت قط.» أي: ما لبست السراويل قائما ... إلى أشباه هذه المخترعات التي تستغرب لفظا ومعنى واعتقادا من رجل كالإمام في صدر الإسلام. •••
إلا أننا نسقطها جميعا، فلا نسقط بها فضلا ترجح به موازين الإمام في حساب الثقافة ... بل نحسبها فضلا - إن شئنا - ونسقطها، فيبقى له بعدها السهم الراجح في تلك الموازين ...
अज्ञात पृष्ठ