इमाम अली की प्रतिभा
عبقرية الإمام علي
शैलियों
تلك حياة حي ... وذلك مصرع شهيد ...
سياسته
تسري في صفحات التاريخ أحكام مرتجلة يتلقفها فم من فم، ويتوارثها جيل عن جيل، ويتخذها السامعون قضية مسلمة، مفروغا من بحثها والاستدلال عليها، وهي في الواقع لم تعرض قط على البحث والاستدلال، ولم تجاوز أن تكون شبهة وافقت ظواهر الأحوال، ثم صقلتها الألسنة فعز عليها بعد صقلها أن تردها إلى الهجر والإهمال ...
كل أولئك من لغو الشعوب ... وللشعوب بداهة تقصر دونها بداهة الغواصين من الأفراد، ولكنها إذا لغت فشوطها في اللغو أوسع من شوط الفرد بأمد بعيد ...
من تلك الأحكام المرتجلة قولهم: إن علي بن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بخدع الحرب والسياسة!
وقد شاع هذا الرأي في عصر علي بين أصحابه، كما شاع بين أعدائه، وعزز القول به أنه خالف الدهاة من العرب فيما أشاروا به عليه، وأنه لم ينجح بعد هذه المخالفة في معظم مساعيه، فكان من الطبيعي أن يقال: إنه مني بالفشل؛ لأنه عمل بغير ما أشار به أصحابه الدهاة، وأنه هو لم يكن من أصحاب الخدع الناجحة في الحرب أو السياسة ...
وقد يكون كذلك أو لا يكون، فسنرى بعد البحث في آرائه وآراء المشيرين عليه أي هذين القولين أدنى إلى الصواب ...
ولكن هل خطر لأحد من ناقديه - في عصره أو بعد عصره - أن يسأل نفسه: أكان في وسع علي أن يصنع غير ما صنع؟ ...
وهل خطر لأحد منهم أن يسأل بعد ذلك: هبه استطاع أن يصنع غير ما صنع فما هي العاقبة؟ ... وهل من المحقق أنه كان يفضي بصنيعه إلى عاقبة أسلم من العاقبة التي صار إليها؟ ...
لم نعرف أحدا من ناقديه، خطر له أن يسأل عن هذا أو ذاك ... مع أن السؤال عن هذا وذاك هو السبيل الوحيد إلى تحقيق الصواب والخطأ في رأيه ورأي مخالفيه، سواء كانوا من الدهاة أو غير الدهاة ...
अज्ञात पृष्ठ